بعد أن اقر مجلس الأمن الدولي قرار وقف الحرب في غزة يوم امس ، يصبح السؤال الملح الآن : الى أين تسير الأمور، وما هي الاحتمالات، وما هي النتائج ؟
أزعم أن العقل الصهيوني المتكئ على المصدر التوراتي من ناحية والمصدر الفلسفي الغربي من ناحية ثانية لا يرى مفهوم السلام بأنه الحالة الطبيعية في الكون ، بل أن الصراع والتناقض هما قاعدة التغير والتقدم من خلال توظيف القوة بأشكالها الخشنة والناعمة
معركة السرديات تؤثر في بندقية المقاتل واندفاعها وفي نفسية الحاضنة والتفافها وفي تعبئة المناصر وساحاته وفي جمهور العدو ومؤسساته وفي طاولة التفاوض ومخرجاتها
لا اعتقد أن مضمون إعلان حركة حماس بخصوص مبادرة الرئيس الأمريكي ترامب شكل أي مفاجأة للمتابع الموضوعي، ويمكن وصف الرد بأنه رد "مموه" ...كما أن الرد فيه حرص على استرضاء الرأي العام الدولي الذي تحرص المقاومة على بقاء زخمه الفاعل لصالحها.
الرئيس الإيراني: "ما من دول عربية أو إسلامية بمنأى من هجمات إسرائيل ولا خيار أمامنا سوى توحيد صفوفنا"، غالط تماما، على جنب الحائط، بمن ستتوحدون وأنتم تحكمون أكثر البلدان قمعا وطردا لأهلها وشرفائها، "الله لا توحدتوا ولن تتوحدوا"،
أتساءل عن مال الضوابط التاريخيًة للدبلوماسيًة التونسيًة التي جعلت غولدا مايير تضع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في صدارة أعداء إسرائيل بتعلًقه بالشرعيًة الدوليًة و منهجيًة التفاوض و مرحليًة المكاسب.
لم تكن القضية الفلسطينية يومًا أزمة حدود أو نزاعًا على الأرض فقط، بل كانت وما زالت قضية وجودٍ وتمثيل، قضية شعبٍ يبحث عن نفسه في كل المنابر، في كل الساحات، في كل الأصوات التي تتحدث باسمه دون أن تُصغي إليه.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع