حبّرت صفحتين من الملاحظات، كنت أنوي استغلالها لكتابة مقال نقدي حول البرنامج. لكن الذهول الذي انتابني بعد المشاهدة قطع عنّي كل إلهام وأنساني الكتابة والحروف.

استحضار الهوية و الخصوصية هو اعلان للذات في الزمن و تأكيد على رغبة العيش مع الآخر المختلف في مواجهة رغبته في الاقصاء .

تونس تنكص شيئا فشيئا إلى حالة الطّبيعة، حيث الصّراع والبقاء للأقوى هو المبدأ الوحيد للوجود الاجتماعي. هذا نراه جليّا في الشّوارع وفي السّياسة وفي كلّ مجالات الحياة. بن علي (لمن بقي يحنّ إلى ذلك الكلب) هو من أرسى ثقافة "التخوليق" عندما أطلق العنان لعصابات الأوباش من أصهاره وأهله وذيولهم يعيثون في الب

ثقافة الموت لا يتبقى من الحياة إلا الظلام، لأن الحرية التي تزود العقل بالنور تكون قد اغتيلت، والحي الذي ولد وتكون داخل هذا الظلام الذي عممته السلطة المعادية للحياة، يتحول شيئا فشيئا إلى فاقد لمعنى الحياة ومبرر البقاء فيها

دعوني أعرف خطاب اللغو بأنه “كل خطاب يؤدي إلى اغتيال الحقيقة وإهانة العقل والاعتداء على الذوق الجمالي، قصد صاحبه إلى ذلك أم لم يقصد”.

سكّان الكهوف في الدنيا كثيرون، ولكنهم في بلادنا موجودون على نحو فاضح وعلى أنواع مختلفة باختلاف كهوف الجهل. وحرّاس الكهوف من المثقفين منتشرون براياتهم السوداء أمام أبواب الكهوف كلها وداخلها.