نعم بيننا دماء أهرقت وأرواح أزهقت وأعراض انتهكت وأرزاق افتكّت وأجساد حطّمت وأعمار أفنيت وذاكرة مثقلة بالأوجاع لن يشفى أصحابها وتطيب نفوسهم وتهدأ خواطرهم إلا بإحقاق الحقوق وجبر الضّرر وإقامة العدل وترسيخ الحريّة وقطع الطّريق على عودة الاستبداد وأبواقه النّاعقة.

مازلنا نحلم بأعمال درامية تونسية يكتبها ويخرجها كتاب ومخرجون متحررون من إرث المنظومة القمعية…

فجوهر القضية ايتها الوزيرة ليس "النساء العاملات" ولا " صندوق النساء العاملات"، ولا" المُخصّصات من الميزانية" التي تكرّمت الحكومةُ بتحويلها للعائلات المعوزة. القضية هي عدم فهم الوزير انه حين يتحدث، انما يمثل سياسة حكومته برمّتها.

ألا تتذكر يا صادق (؟) يا شعبان (؟)...أنك كنت مشرف على وزارة العدل؟ وأنك كنت مشرف على السجون؟ هل تريد أن اذكرك بالقضايا الصورية الكثيرة التي لفقت وأنت الفاطق الناطق في وزارة العدل... وتسدي تعليماتك المباشرة وغير المباشرة للنيابة ولرؤساء الدوائر؟…

تقاذف بالاتهامات والمزايدات ، نسي فيه القوم انّ وسط هذه المعركة أطفال لهم حقوق وحرمة وكيان وسمعة ومستقبل وأنّ هتك سترهم أمام العموم تصريحا أو تلميحا مناف للمعايير الأخلاقيّة والإنسانيّة وللمواثيق المتعلّقة بحقوق الطّفل.

إنّ الإنتساب الدّموي للرّجل لا يغني شيئا عن الإستحقاق الدّستوري لكشف الحقيقة.

لماذا لا نطالب هؤلاء المجرمين من رموز الفساد والاستبداد بأن يعيدوا للدولة ما نهبوه وما سرقوه وهي أموال طائلة تفوق عشرات المرات ما تم رصده لضحايا الاستبداد الذين تعرضوا لأشنع الانتهاكات بما في ذلك اغتصاب الحوامل والمراهقين والقتل تحت التعذيب والتجويع ودفع الضحية نحو الانتحار أو الجنون؟