حالة إعدام …

Photo

نظرت للكلافيي بِنَهم ، وفكرت أن أكتب نصًّا قصيرا عن الترفيع في نسبة الفائدة ، ثم صرفت نظري عن ذلك وقلت لنفسي : هل يجوز لك الصمت أمام الصراعات المتفجرة داخل قطاع التعليم الثانوي عشية الانتخابات ، و بعد " انتصار " نضالي لم تنته احتفالاته بعد ، أو تنطفئ شموع فرحه على صفحات المربين ؟؟

لا .. لن أكون هادم المسرّات ، ومفسدا للاحتفالات .. لعله من الأجدى أن أصرف اهتمامي إلى العتبة ، وما أدراك ما العتبة .. وكيف تكون سبيلا لولوج الاستبداد بيتنا الديموقراطي دونما عقبة ..

ولكن الحديث في شأن كهذا له أهله من " الممثّلين " في مجلس الشعب ، وهم أدرى بشعابه و قد فَوَّضْنا لهم أمرنا منذ أربع سنين .. ولا يهم إن أخذوا أدوار البطولة أو كانوا كومبارسا للسفارات و أصحاب العظمة والفخامة من المندوبين السامين ..

هل أتحدّث عن فنزويلا الجائعة ، والتي ذاب شحم مواطنينها بين حصار ترامب وتخاذل بوتين ؟ .. هل أكتب عن الإشتراكية المستحيلة في بيئة بات فيها صاحب رأس المال فيلسوف الشعب و زعيما لحزب الاجتماعيين ؟ هل أكتب عن مادورو وثروة ابنته ، وخيانته الطبقية للبوليفاريين ؟ أم أكتب عن بؤس اليسار الذي يمجد الجوع في كل بلد يرفع مطرقة ومنجلا ولا حصاد أو حاصدين ؟

لن أفعل كل ذلك ، بل سأتحدث عن انعدام الأمل في هذا الفضاء المسمى وطنا عربيا وما هو بالوطن لغير الضباع والكانيباليين .. سأتحدث عن حالة إعدام في عالم ميّت أصلا ، ولا تفعل المشانق فيه غير خنق الميتين ..

سأتحدث عن مرض السرطان السياسي الذي يفتك بدولنا حتى ما عادت سوى ورم هلامي عظيم ، سأتحدث عن أمريكا التي أقامت الدنيا على فتى اسطمبول ، وعلى صبيّها في برلمان كاراكاس ثم تتحدث همسا مع غلمانها في مصر ودويلات الخليج ، عن ضرورة كتم أصوات ضحاياهم كلما اغتصبوا روحا ، أو قطعوا جسدا بمنشار وسكين ، سأتحدث عن بلد إعلان حقوق الانسان ، وعن ماكرون وزواجه بابن سلمان والسيسي زواج المثليين .. سأتحدث عن الديموقراطية التي يحاك نسجها في العالم الحر لدول مثل إيران وفنزويلا ، ويُحاك العقال هناك لعرباننا من الخليجيين ..

سأتحدث …

ولكن هل للحديث فائدة ؟ قطعا ، لم تعد له فائدة .. يكفينا أن ننتظر وجبات الإعدام القادمة من مصر مع كل فجر جديد .. ويكفي أن تنتفخ أوداجنا الإيديولوجية طربا بعد شرب القهوة ثم نقول : تبا للارهابيين !!!

شكرا محمد البرادعي ، شكرا حمدين ... لقد نفختم في المومياء ، وعاد فرعون وجلاوزته إلى الحياة ، ولكن لا نبيَّ في أرض الكنانة يملك عصا فالقة ، و لا مهرب للمصريين ..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات