في آفاق الخلاص من الإنسداد المطلق

Photo

في رؤيتي الخاصة والّتي لا ألزم بها أحد ولكن أطرحها بوصفها إمكانٌ للحقيقة :

إنّ الإجابة عن سؤال إن كان الله موجودا أم لا.. ذاك الإعتقاد إيمانا أو إلحادا كفيلٌ لوحده بوضعنا على الطريق و حلحلة كلّ المشكلات الّتي نغرق فيها جميعا سواء على مستوى الحياة الشخصيّة أو في دنيا السياسة والثقافة والإجتماع .

ملاحظة: إن كنت تقول بأنّ الله موجود، ثمّ تقول مثلا: لا يهمّني الدين.. لن ألتزم.. لا دخل لله في السياسة.. الأطروحات البشرية الكبرى هي وحدها الكفيلة بحلّ مشكلات العالم.. إلخ.

إن كنت تعتقد يقينا بوجود الله و تتبنّى في نفس الآن تلك الأفكار المناقضة تماما لمتطلّبات ذاك الوجود.. فأنت تعيش خللا عميقا على المستوى النفسي والعقلي.. تعاني من غياب مريع للإنسجام الذاتي.. ومن هناك تولد الشعوذة وتترعرع وتنمو .

هل تعلم ما معنى أن يكون الله موجودا؟؟

معناه أن لا شيء يفلت من قدرته وتوجيهه.. معناه أنّنا ملكا له.. نحن متاعُهُ.. مخلوقاته.. معناه أنّه لن يخلق الخلق ويقول لهم: عيشوا بدوني.. ستجدون حلّا لمشكلات وجودكم بالإستغناء عنّي .. معناه أنّه سيعلّمنا.. ويدلّنا.. ثمّ سيحاسبنا .

معناه أن ليس الإنسان سيّد الكون كما تقول الفلسفات ونظريات حقوق الإنسان.. بل أنّ الله هو الأوّل والآخر والمحيط بكلّ شيء .

قلتُ: إن كنت مؤمنا بالله.. لأنّ فرضيّة أن تكون ملحدا مثلا تجعلك أقرب للإنسجام الفكري مع أفكارك.. ولكنّها ستجعلك ساعتها في أشدّ حالات عدم الإنسجام النفسي والروحي لأنّ الله لا يُلقي بالسّكينة في قلوب لا تؤمن به .

هامش: هذا النصّ العابر لا يطرح أيّ فكرة غير فكرة الدّعوة للتفكير الحرّ والعميق..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات