الحياةٌ .. مَجازا

Photo

دعيني بلا قهوة في الصباح
ومن دون أن تفتحي زرَّ راديو
ولا تصفعيني بتلك الصحيفه
لأشعر أني أصافح يوما جديدا
على غير عادات هذا البلد


***

دعيني أبعثر نفسي
وأكسر وقع الخطى
وأصرخ في البيت مثل الصبيّ
عسى أستعيد عبير انعتاقي
فإني أحتاج بعض الإثارة
كي تستساغ الحياةُ
بهذا الوجود الرتيب
ولو بالجنون .. وبعض النكد

***

نكرر أيامنا الهاربات
ودون انتباه إلى عمرنا المستقرّ
نسافر مثل الخرافة
مثل الغمام..
ونهتف مثل الفتى الجاهليّ
ـ وقد دوّختنا الفتون ـ
قفا نبك من ..
جموح الفصول
وتيه الأمد

***

يلوذ الزمان بأصقاعنا
يستريح قليلا..
ويغنم في ظلنا
خيمة للسلام العجيب
يحط بها تعب الآخرين
ويحدث أن..
يستطيب الزمان على أرضنا
نومةً للأبد

***

تماهى الوجود لدينا مع الراحلين
فمجد الولادة للسابقين
وفخر الرّيادة للفاتحين
وفضل الكرامة للتابعين
فماذا تبقّى لنا دونهم..
ونحن نطالبهم في عياء
بخيل المدد ؟

***

سئمت رتابة هذي التحايا
وبسماتنا الفاتره
ونظرتنا في الفراغ البهيم
نصافح هذي الشوارع
من دون قلب ..
ووجه المدينة هندسةٌ للجفاف
يُطاول وجهَ السماء بأبخرة
من رماد الكبَد

***

تحاورني ومضات السراب
لأنيَ أشبهها ..
في الوميض الكذوب
فأزعم أن القصيدة
لا تستقيم بغير الكذب
وأن المجاز ..
حقيقةُ كوْن العرب

***

دعيني بلا قهوة أو بريد
فإن المواعيد سالت بها الذكريات
ونامت نواطيرها
ولكن أنشودة قد تشدّ الرّحال
لفجر جديد..
وقد لا تعود لهدهدة الحالمين
وقد تستبد

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات