هل تذكرون عملية باردو الإرهابية؟

هل تذكرون كيف أن حاكم التحقيق حينها رفض التسليم بنتائج الأبحاث التي أجرتها الفرقة الأمنية المختصة لانتزاعها من المتهمين عن طريق السلخ والتعذيب، وأحالها لفرقة الحرس بالعوينة للتدقيق فيها؟

هل تذكرون كيف أن الأبحاث الجديدة أثبتت براءة المتهمين الموقوفين، ومكنت من إلقاء القبض على الإرهابيين الحقيقيين؟

هل تذكرون كيف تمّت دعوته إلى إيطاليا لإلقاء محاضرة أمام قضاة الادعاء والتحقيق، حول تجربته الناجحة وجرأته في طلب إعادة البحث في ملف كانت أركانه تبدو متكاملة قبل أن يقع إثبات بطلانها؟

هل تذكرون كيف أن حاكم التحقيق ذاك تم تكريمه من قبل سفارة بريطانيا في تونس ومن قبل السكوتلنديارد في لندن، لنجاحه في إماطة اللثام عن منفذي العملية الإرهابية في سوسة؟

ذلك القاضي تم إيداعه أمس بمستشفى الرازي.

ذلك القاضي هو الذي تم إيقافه بناء على شكاية من أحد أعوان الفرقة التي سحب منها الملف الموصوم بالافتراء والتعذيب، وأحاله لفرقة الحرس الوطني التي أظهرت الحقيقة وأوقفت الجناة الحقيقيين. وهو ملف أرادوا من خلاله الاستثمار في الكره لتحميل الدولة التونسية مسؤولية عملية باردو الإرهابية وإغراقها في تعويضات دولية لا قبل لها بها.

ذلك القاضي الذي بعد أن أعلموه بحفظ الشكوى ضده حسب معلوماتي، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، دخل في نوبة عصبية رافضا الإقامة الجبرية ومطالبا بإعدامه إن كان مذنبا.

ذلك القاضي هو الذي تعرض له قيس سعيّد خلال لقائه بوزير داخليته وقادة أمنيين بقوله: "ادعى المرض والجنون حين طالته يد القضاء"…

ذلك القاضي هو الذي منعوه من الكلام للدفاع عنه نفسه والرد على كمّ الاتهامات التي تم توجيهها له، تثبيتا لسردية واحدة، تحصر تهمة الضلوع في التواطئ لطمس الحقيقة في اغتيال الشهيد شكري بلعيد فيه، وتقطع الطريق أمام إمكانية التحري في أي فرضية أخرى خارج هذه الدائرة، وأساسا الدور الأجنبي الذي يتم تداوله همسا.

ذلك القاضي، هو القاضي بشير العكرمي.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات