خدمات الانترنت عبر مجموعات الستلايت

وجهة نظر وملاحظات بمناسبة الحديث عن طلب ستارلنك الأمريكية تقديم خدمات الانترنت في تونس.

عالميا هناك عدة برامج منافسة لستارلنك (الصورة المرافقة). البنى العالمية للانترنت عبر الستلايت تطرح عدة مسائل تنظيمية وأمنية، وسيادية، واقتصادية. لذلك يجب دراستها وتقييمها وعدم التسرع فيها، خاصة وان مساحة تونس تسمح بتغطية جيدة وبتكلفة معقولة جدا بالتكنولوجيات المركزة محليا وخاصة الشبكات الخليوية الارضية.

للتذكير تقنيا استعمال الستلايت للاتصالات والانترنت لها مزايا وسلبيات، وتستعمل:

- كوسيط وربط بين نقطتين لنقل البيانات داخل شبكة الاتصالات والانترنت

- وايضا لربط مستخدمي الانترنت بالشبكة في خدمات انترنت (واتصالات) قارة وجوالة،

هذا الاستعمال الثاني صاحب ظهور الشبكات الخليوية الارضية على الاقل منذ الجيل الثاني لهذه الأخيرة. لكن التطور الهائل للخلوي لم يسمح بالنجاح الكافي للعديد من المجموعات الستلايت.

في المناطق الشاسعة جدا تتفوق مجموعة الستلايت على الشبكات الخلوية في التغطية والتكلفة وربما في سرعة الانترنت، ولكن لا يمكن ان تنافس الالياف البصرية والشبكات الخليوية لا في التكلفة ولا في سرعة الانترنت في المدن والمناطق الاهلة بالسكان. (البيان المرافق)


…

كما انه نظرا للمسافة التي تفصلها عن الارض فان المعلومة تأخذ وقتا اكثر لعبور الشبكة، مما يعيق استعمالها في عدة خدمات تتطلب تفاعلا سريعا جدا مع الشبكة وموزع الخدمات.


…

اعتماد خدمات الانترنت عبر الستلايت في تونس يتطلب تقييما شاملا ومعمقا لما له من انعكاسات واسعة تتجاوز تكنولوجية الانترنت، وتتجاوز مسألة التحكم فيه من خارج تونس.

كما ان التسرع بوضع نص تنظيمي او مرسوم من اجل شركة معينة، او تكنولوجية محددة، توجه فريد فيه مخاطر منها السيادة والامن الوطني.

ومن العادة النص التنظيمي يدرج الخدمات مع مراعات الامن الوطني وبدون تفضيل لتكنولوجيا معينة، فلا يتغيّر بتغير التكنولوجيات. واعطاء لزمة بدون منافسة يعني بالمراكنة فيه مخاطر معروفة.

من ناحية المواطن، مصلحته في خدمات جيدة وآمنة وجهاز طرفي واحد واسعار معقولة بغض النظر عن التكنولوجيات.

ولكم سديد النظر.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات