
لقد مزقت هذه التونسية جسدها الى أشلاء قصد بث الفرقة ولكنها لم تكن تعلم لا هي ولا من جندها ان كل هباءة طارت من جسدها الا والتصقت على شق من شقوق الفرقة التي نحرت التونسيين فرأبت الصدع الذي اصابنا وقلصت هوّة الخلاف .
ملحمة بن قردان لا تزال في الاذهان ...كانت حلفا عسكريا بين المجاهدين من أبناء الشرطة والحرس الوطني والجيش من جهة وشعب بن قردان من جهة أخرى لدرجة رأينا معها المواطن يشير على الإرهابي فيصيبه بطل من ابطالنا في مقتل.
اما ملحمة اليوم فكانت بمثابة العهد المواطني بين شعب متحضر ومؤسسة من مؤسسات الدولة كانت وفية لدورها الطبيعي في صد يد الاجرام وأخلصت لفصول الدستور والقانون ايما اخلاص ...انها المؤسسة الأمنية .
لقد اثبت أبناء المدينة اليوم في شمال تونس انهم ليسوا اقل اخلاصا وشجاعة من مواطنيهم في جنوب البلاد فألف الف شكر لنا نحن شعب تونس.
فقط اردت ان اشير الى دورنا نحن القضاة في كل هذا ...فقد كنا سبّاقين في سنة 2015 وعلى اثر حادثة متحف باردو الى طمأنة الآمنين من ضيوفنا …
سمير , حكيم , عماد ,فيصل وزميلتنا يسرى وكاتب هذه العبارات اخوكم نزار الشوك بعد الحادثة تسلحنا بواعز الايمان وتحولنا بمبادرة خاصة الى احدى جهات البلاد التي لا نعمل في مرجع نظرها واقمنا لمدة ليلتين على حسابنا بإحد النزل ...حملنا عوائلنا معنا ولم يكن يدور بخلد صاحب النزل اننا نحضر لحفل بهيج دون اذنه ولم يعلم ما كنا نحن مقدمين عليه لأننا لم نكن نريد مساعدة من احد ولو حتى بالتخفيض في أسعار الغرف.
اقتنينا بعض الهدايا البسيطة جدا جدا جداااااا وأقمنا احتفالا على شرف نزلاء من الأجانب اطلقنا عليه اسم " حملة لن نكسر "...ووزعنا عليهم الهدايا بواسطة ابناءنا والقينا فيهم كلمة مفادها ان الإرهاب لا جنسية له ولا دين له ..الاسلام براء وتونس براء والعرب براء أيضا …
لزلت أتذكر ذلك الموقف…
لما كتبت هذا الان ؟ كتبته حتى يخرس الناعقون وتكسر الغربان مناقيرها على صخرة الوطنية ...لا تحدثونا عن فساد موسم سياحي فالصيف لا يزال بعيدا ...ولا تحدثونا عن خسارة في النزل لسبب بسيط فرانستكم وايطاليتكم والمانيتكم وامريكتكم ضربهم الإرهاب اكثر من تونس ...بطلتوش انتوما السفر اليهم ؟ بطلوش التوانسة السياحة في الخارج ؟ ابدا ومستحيل ...اللي صار في تونس صاير في العالم الكل ولكن بخسائر اقل .
والشعب اليوم اصبح قادرا على المساهمة في المجهود الوطني في مكافحة الإرهاب .احكيو على التونسي اللي يعاون في الدولة على خاطر يحب بلادو في عوض ما تحكيو على التونسي اللي فجر نفسو ...وقتها الشعوب الكل اتجيكم موش باش تتفرج على باب بحر وبوجعفر و سيدي بوسعيد اما باش تتفرج على التونسي شنوا ينجم يعمل ...التونسي المبدع في التصدي لآفة الإرهاب ...التونسي اللي يحب بلادو و واقف معاها بقلب ورب .
علقوا علم الوطن والرايات على اسطح العمارات وفي شبابيك المنازل ...اعلوا الرايات ونكسّوا صور الساسة المزايدين.