فمن باب النّفاق وزيف الأخلاق صبّ حِمم الذمّ والشتائم على من كان مسؤولا في نظام الاستبداد وإغداق المديح والتّقريظ على من كان في خدمته من وراء السّتار، وظيفا لديه طيّعا بين يديه. لأنّ ذلك ليس سوى ترذيلا للرّأس وتمجيدا للذّيل.

فحين كنتُ أدافع عن قيس سعيد (المرشّح الرئاسي) وانخرطت في حملته ظنّا أنّي أنصر الثورة، كان عماد في الجهة المقابلة يقول في قيس ما لم يقله مالك في الخمر. والأتفه من ذلك أنّي الآن خائنا بمقاييس قيس الجديدة أمّا عماد فمن الشرفاء الذين عُهِدَ إليهم ضبط النّظام الداخلي.

ما الذي جرى في مراسم تأبين مثقف كبير في حجم هشام جعيط؟ مهزلة أخرى يأتيها المدعو عبد المجيد الشرفي لا شرف ولا حياء ولا مروءة…

الّي صار في خير الدين يلزم ينقل للبرلمان وتنتهي عربدة الفاشية وتعطيلها وِعنفها ضدّ النواب باش ينتهي الاستثمار فيهم من قبل كلّ الطحّانة على حساب مشاكل البلاد ومصالح الناس…

نوبات تخريب بلا أفق، بقدرما تنبّه إلى تعثّر في مسار بناء الديمقراطيّة والمواطنة الكريمة تشير إلى أذرع ماليّة (ملف الوردانين) وإعلاميّة (التاسعة وأخواتها) من مافيا القديم وأدواتها من الشباب المهمّش تصرّ على استهداف المسار.

الراجح أنّ السيّد رئيس الحكومة يشعر بغربة في منظومة لم يستوعبها، لذلك فهو يستعين عليها بكباره معلِّمي أمسِهِ. هل دعاه رئيس الجمهوريّة ليؤنّبه؟ ذلك هو تقريبا ما ورد بصفحة رئاسة الجمهورية

قاتلت واستبسلت من أجل أن يبقى بطلها بلا منازع وأن يحتكر ويختزل الرئاسات الثلاث في رئاسة واحدة، أبلت البلاء السيء الذي يرتضيه بطلها.