لا يغرّنكم ارتفاع صوته.. فقد كان يزيد في رفعه تناسبا مع انصراف الحاضرين له عن السماع إليه.. لم يكن يسمعه منهم أحد فزاد توتّره وبدا كما لو أنّه يجاهد ليفتكّ صوته من بين أصواتهم.. لم يسمعوه ولم يسمعهم.. كان يصرخ ليسمع نفسه "وليسمع العالَم".. كأنّه يبحث له عن شهود.