في خرائط اليرموك في قلبي، لا نجد خرائط جغرافية، بل خرائط شعورية، تتنقل بين الأزقة والذكريات، بين البيوت التي تهدمت والروائح التي بقيت. الكتاب يرفض أن يكون مجرد وثيقة، ويصرّ على أن يكون فعلاً سردياً يعيد بناء اليرموك من الحرف، لا من الحجر.
لنتوقف عن الأحلام ونرى اللحظة الواقعية، العالم يتغير بسرعة مذهلة وما كان مستحيلا منذ سنة صار احتمالا ممكنا جدا خلال شهور. العالم دون دولة الكيان لم تعد خرافة، إنه أفق منتظر.. لقد بلغ الأسطول غايته.
إن ما يجري يكشف حجم الخوار العربي ،وان الراي العام الدولي اكثر نزاهة من أنظمة الشجب والإدانة والثرثرة الدبلوماسية وأنظمة الهدايا ودبلوماسيي الإنابة ، نعم حل الدولتين فيه ظلم فاضح، ولكنه افضل من غيابه..ربما.
أتساءل عن مال الضوابط التاريخيًة للدبلوماسيًة التونسيًة التي جعلت غولدا مايير تضع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في صدارة أعداء إسرائيل بتعلًقه بالشرعيًة الدوليًة و منهجيًة التفاوض و مرحليًة المكاسب.
لم تكن القضية الفلسطينية يومًا أزمة حدود أو نزاعًا على الأرض فقط، بل كانت وما زالت قضية وجودٍ وتمثيل، قضية شعبٍ يبحث عن نفسه في كل المنابر، في كل الساحات، في كل الأصوات التي تتحدث باسمه دون أن تُصغي إليه.
لقد تحوّلت السلطة الفلسطينية، التي أُنشئت بوصفها خطوة انتقالية نحو الدولة، إلى كيان إداري هش، يُدار تحت سقف الاحتلال، ويُستخدم أحيانًا لتخفيف الضغط الدولي عن إسرائيل، أو لتبرير تنصلها من مسؤولياتها القانونية كقوة احتلال
تُصاغ العدالة في قضية فلسطين غالباً كمسألة قانونية. ومع ذلك، لم يُحَل أيٌّ من أكثر تحديات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تعقيداً بالتدخل القضائي. فقد فشل قانون الاحتلال في وقف مشروع الاستيطان الإسرائيلي
Les Semeurs.tn الزُّرّاع