بصراحة ومن الآخر، محاربة الفساد لن تفضي الى أي نتائج ملموسة قادرة على القضاء عليه، او الحد من أضراره وشله بصفة ملموسة، ما لم يتم تجريده من أهم سلاح لديه ألا وهو الاعلام الفاسد، والذي يجمع التوانسة على نعته ب..... إعلام العار.

عندما يتم القبض على الخصوم السياسيين، علما وان محاربة الفاسدين واجب وطني، ...او عدم إيقاف الحبيب عمار، او كذلك كبار المهربين، ...فان ذلك يحتاج الى نظر....

إنقاذ التعليم العمومي من أهم الأولويات، أما إنقاذ المقدرة الشرائية للمدرس فلا يمكن معالجتها إلا ضمن إنقاذ المقدرة الشرائية للجميع، خصوصا عمال القطاع الخاص الذين لا يقدرون على إيقاف أية مصلحة عمومية، لذلك يعيش كثير منهم تحت منطق marche ou crève

لقد ظل المجتمع التونسي منذ عقود، مجتمعا زراعيا بالأساس، وهو لايزال إلى الآن مجتمعا بدائيا يعتمد على إشباع البطن ولا يفكر في إشباع العقل

بعد حملة الإعتقالات التي شملت رجال أعمال ومهربين فهل تشمل الإيقافات سياسيين وخاصة من النواب وإعلاميين لهم علاقة بشبكة الفساد؟ وهل ستطال الحملة كل الفاسدين؟ لتتحول تونس من دولة كانت مدة ستون سنة تحمي الفاسدين إلى دولة تحمي المواطنين.

ان مجتمعا يهين اطباءه و كل الذين لهم علاقة بحياة افراده مجتمع في حاجة الى اعادة توعيته...لكن كيف ذلك والكلاب لا ترغب في شفاء المجتمع.

كم نتمنى رؤية حرب حقيقية و فعّالة ضد الارهاب و نرى هذه المواجهة الشرسة مع اللصوص و الفاسدين و نشاهد مداهمات لمعاقل المهربين و ناهبي المال العام في مكاتبهم و شركاتهم و نراهم يقتادون الى السجون من ربطات العنق و لما لا نشاهدهم ايضا يحاكمون و يعدمون فهم في نهاية الامر الجناح الآخر للارهاب الذي يهدد البل