وحدهم الدجالين والمغرورين يوهموا أنفسهم أنه الحلمة تنجم تجي بين ليلة ونهار

Photo

حمد بن صالح الي حط العرص الإقتصادية متاع تونس، من مشاريع كبرى إلى مؤسسات عمومية منتجة وغيرها، لم يدرس الإقتصاد أو يسير شركة يوم واحد في حياته. بل درس ليسونس عربيّة في السوربون، ولم يكمله. مجمل أفكاره حول إقتصاد التعاضد والتخطيط (الإشتراكية الإسكندنافية) كونها خلال مسيرته النقابية، وإحتكاكه بأفكار النقابيين والحركات العمالية في أوروبا والولايات المتحدة، وطبعا من خلال نضاله السياسي الوطني.

ماكس فيبر يقول أنه السياسة حرفة، أو بالأحرى، كترجمة أمينة لمصطلح Beruf الألماني، رسالة. بالنسبة لفيبر أيضا، ممارسة السياسة هي مقارعة المستحيل، أنك تطمح لتجاوز ضغوطات الواقع وحدوده. لكن، هذا يتطلب أيضا نظرة ثاقبة، وقدرة على فهم الواقع بتعقيداته. هذاكة علاش السياسة هي شغف (passion) ونظر (raison).

هذا الي يفرق، مثلا، بين النبي محمد والمسيح. المسيح كان صاحب رسالة، لكنه يفتقد إلى النظر. كيف يضربه القيصر على خده اليسار، يمد خده اليمين. النبي محمد كان صاحب رسالة، لكن كان أيضا مقاتل ومصارع شرس، وداهية. عرف يلعب على تناقضات القبلية الجاهلية ومحيطه الإقليمي الإمبراطوري، وعقد الحروب والعهود. الكله باش يحقق رسالته.

كذلك، ما تنجمش تكون حياتك كلها صاحب شركة، وتصبح فجأة سياسي، بدون ما تكون أصلا عندك مسيرة تكون فيها رسالة ما. جون كاينز، مهندس إقتصاديات القرن العشرين، كان في الأصل موظف عمومي، وباحث جامعي. وقبل ما يحط نظريته الشهيرة للخروج من الكساد العظيم، شهد ملحمة الحرب العالمية الأولى، ومعاهدة فيرساي، وخاض صراعات كبيرة ضد سياسة تشيرشل المالية في العشرينات.

هذاكة علاش كيف يخرج علينا رجل ناجح إقتصاديا، ووريث للنجاح الإقتصادي، ويحكي على "حلمة" لتونس الي ينجم يبدلها ب"جرة قلم"، ما نجمش نصدقه. بكل بساطة، لأنه الحلمة ما تتنحت كان نتيجة عقود من النظر والعمل، والواقع ما يتغير كان بصراع طويل ودؤوب مع تعقيداته.

هذاكة علاش النبي كان يتأمل لسنوات قبل ما يأتيه الوحي في الأربعين، وكاينز بدأ نظريته في التوازن الإقتصادي من بحوثه حول الإحتمالات الرياضية في بداية عشريناته، وحمد بن صالح ما أتى بفكرته حول الاقتصاد التعاضدي كان بعد عشرين سنة من النضال السياسي والنقابي. ما فمة حد يتولد سياسي وعنده فكرة وإلا حلمة.

وما فمة حد يولي سياسي وعنده فكرة وإلا حلمة بالصدفة. كل شيء يكتسب، ويتكون، بالوقت والصراع والتجربة. وكيما يقول المثل الإيطالي، يا أيها الماشي إن الطريق ينحت بالمشي. وحدهم الدجالين والمغرورين يوهموا أنفسهم و/أو الناس أنه الحلمة والقدرة على تحقيقها تنجم تجي بين ليلة ونهار، وإلا بجرة قلم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات