لا يمكن أن تنهض الثقافة في تونس وهي تدار من طرف إداريين أغلبهم انتهازيون

Photo

ما الجديد الذي جاءت به هذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية؟ لا شيء في اعتقادي... نفس الخطاب الممجوج ونفس الوجوه التي مللناها لكثرة ظهورها ونفس الابتسامات الركيكة والمجاملات الثقيلة... أموال تصرف بلا فائدة وجهود مبذولة بلا مردودية…

أيام قرطاج السينمائية يقع تمويلها من جيب المواطن على حساب خبزه وحليب أولاده ومن حق هذا المواطن التمتع بهذه الأيام... إدارة المهرجان تقول بأن 200 ألف مواطن تابعوا هذه الأيام ولم تقل لنا طبيعة هذه المتابعة... 6 ملايين دينار تم صرفها على هذه الأيام ووزير الثقافة يعد بالترفيع في المبلغ ليبلغ 8 ملايين وكأن المشكل هو مشكل تمويل فقط…

هذا المبلغ يمكن أن يوفر 400 موطن شغل للعاطلين من أصحاب الشهائد المعطلين في اختصاص الصورة والسينما... ومن الفساد صرفه دون فائدة ودون طائل…

أنا مع إعادة النظر بشكل ثوري في كل التظاهرات الثقافية الرسمية الممولة من الدولة حتى ولو أدى الأمر إلى إيقافها لمدة سنة والإسراع بتشكيل مجلس وطني للثقافة يقع انتخابه على المستوى الوطني وينبثق عن انتخابات جهوية يشارك فيها كل المثقفين كل حسب اختصاصه يتولى الإشراف على الشأن الثقافي والنظر في إعادة هيكلة هذه التظاهرات من حيث التسيير والإدارة والتمويل والإشراف... مع إعطاء الفرصة للشباب الذي يمتلك قدرات هائلة لولا التهميش والإقصاء...

لا يمكن أن تنهض الثقافة في تونس وهي تدار من طرف إداريين أغلبهم انتهازيون ومتطفلون على الميدان ويستمدون "شرعيتهم" من ولائهم لأصحاب النفود والسلطة… مللنا نفس الوجوه ونفس العقليات ونفس الأساليب ونريد وجوها جديدة وأساليب عمل جديدة تجعل من الثقافة شأنا شعبيا ووطنيا وليس نزوة نخبوية وفرجوية…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات