لا علاقة للأمر بحرّية التعبير…

Photo

النّاس اللّي متقلّقين من إغلاق معسكر الإرهاب الإعلامي متع ولد القروي، تعالوا نوضّح بعض الأشياء:
لا علاقة للأمر بحرّية التعبير، فهذه البؤر التخريبية لها أجندة واحده معلومة: هي تدمير المسار الديموقراطي وفرض قانون اللّوبيات. ليكن هذا واضحا قبل الاستمرار في أيّ حديث.

البعض يقول: : حسنا، نحن معك، القناة هذي فاسدة ومارقة وتعمل ضدّ الثورة وتمثل خطرا كبيرا على السلم الاهليّ، ولكنّنا ضدّ غلقها لأنّ هذا الغلق يأتي في سياق حرب الفاسدين وليس لوجه القانون ولا لظهره ولا لقفاه!!!

ساهلة ياااسر:

في الحالة هذي لن أطالب بعدم تطبيق القانون على هذه المخروبة، بحجّة أنّ الغاية ليست نبيلة، سأطالب بمواصلة تطبيق القانون على الجميع، والكفّ عن السياسة الانتقائيّة والابتزازيّة وتصفية الحسابات. يعني يا دولة طبّق القانون، وبطّل اللّعب على القانون.

ذات يوم كتبت هذا النّصّ:

قناة تلفزيّة، أم منصّة لإطلاق الصّواريخ؟!!

أريد أن أفهم.

ما قيمة الجيوش والأسلحة والبوليس والمحاكم والسّجون والمخابرات وفرق مكافحة الإرهاب والكلاب المدرّبة وقوانين الطّوارئ والعلم والحدود والسّيادة ومقابر الشّهداء، إذا كانت هذه المسمّاة "دولة"، تعجز عن حماية نفسها من مجرّد قناة تلفزيّة، وتصبح مجرّد جارية في فراش القروي يأتيها من حيث يشاء ثمّ يرميها لمن يشاء ويناولها لمن يشاء ؟

يوم قتل شكري بلعيد ويوم دفن، كانت البلاد على شفا حرب أهليّة، وكانت نسمة هي السّهم المسموم في قلب الثّورة، وكان التّحريض والتّجييش يبثّ مباشرة من غرفة القيادة العامّة داخل قناة نسمة، ولم تحرّك حكومة الجبالي والعريّض وقتها ساكنا.

ويوم تنادت كلاب الدّم إلى خصّة باردو، وبدأت مؤامرة اعتصام الرّحيل الّذي كان يحضّر لبحر من الدّماء، كانت نسمة هي الفرن الجهنّمي الّذي تطبخ فيه كلّ فصول المؤامرة، ولم يحرّك أحد ساكنا.

ويوم دخلت البلاد معركتها المصيريّة ضدّ الثّورة المضادّة في انتخابات 2014، كانت نسمة هي المطرقة الضّخمة بأيدي النّظام القديم، وترك لها المجال كي تغسل الأدمغة وتضلّل العالم وتحدّد بشكل مباشر وحاسم نتائج الانتخابات التشريعيّة والرّئاسيّة، وبذلك حدّدت مصير تونس. كلّ ذلك ولا أحد يحرّك ساكنا.

اليوم مرّة أخرى، تواصل نسمة ضرب الدّولة واستقرارها بكلّ فجاجة واطمئنان واستخفاف بالقانون والدّستور والمؤسّسات والحكومة والشّعب. ولا أحد يحرّك ساكنا.

الدّولة الّتي تعجز أمام قناة تلفزيّة، ثبت بالدّليل أكثر من مرّة أنّها أكبر خطر على الأمن القوميّ، يجب أن تدسّ رأسها في التّراب وتسرّح جيشها وأمنها وشرطة حدودها وتشتغل رقّاصة على فراش نبيل القروي.

ما الّذي يحتكم عليه ذلك السّمج المخنّث كي يمسك كلّ من تداول على السّلطة في هذا البلد من خصاهم بكلاّبات، فلا يتحرّكوا ولا يرفعوا في وجهه إصبعا واحدا؟

أريد أن أسأل فقط:

هل هذه قناة تلفزيّة، أم منصّة لإطلاق الصّواريخ؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات