سمعت الغناية اللي توقفوا بسببها وليدات طلبة

الغناية ما فيها حتى جريمة وإذا فمة جريمة في الحكاية الكل فهي سجن شخص بريء بلا جريمة إرضاء "للجهات المخولة"، لدرجة ما عادش تعرف شكون العرف وشكون الصانع.

قرار الاحتفاظ أو الايقاف هذا هو قرار بوليسي مش قرار قضائي، لأنو ما عندو حتى علاقة بالقانون ولا بالاجتهاد القانوني، ويفتقد للحس الانساني الأدنى، لدرجة تخليك تمرض وتكره البلاد باللي فيها.

راهي حريات العباد ماهيش لعبة، وتطبيق القانون الجزائي ما هوش أهواء وتشفي وترضيات. وقرارات من النوع هذا هي مش عار على اللي صدرها برك بل عار على كل قاضي ما يتصدالهاش وكل محامي ما يقاومهاش وكل صحافي ما يفضحهاش.

اللي خذا قرار الاحتفاظ أو الإيقاف المفروض أسندت له المجموعة الوطنية تلك السلطة والصلاحيات القانونية بش يحمي بيها الناس ويحفظ حقوقهم ويضمنلهم حرياتهم مش بش ينتهكها ويدوسها ويجردهم منها.

اللي صار للوليدات هاذوما إذا كان فيه فايدة وحيدة فهو أنو أكد اللي الكلام اللي قالوه في الغناية صحيح، بدليل أنو صارلهم إلي صارلهم لمجرد أنهم تجرؤوا على "الذات الأمنية". وفي بلاد تحترم روحها، المفروض يتحل تحقيق في كل من كان ضالعا في هذه الانتهاكات المجانية والاعتداءات السافرة على حريات العباد وحقوقهم من طرف الناس اللي من المفروض مكلفة بضمانها وحمايتها.

القرارات "القضائية" هاذي والانتهاكات اللي تصير في مراكز الأمن هي المحضنة الأولى للإرهاب وأكبر داعم له وللظاهرة الإجرامية بشكل عام.

مرضتونا

أنا ولي لبنتين حجبت أعدادهما، وحرمتا من حقهما الطبيعي في الأعداد والتقييم.

ومع ذلك... أنا أتبنى نضال الأساتذة من أجل تحسين وضعهم المهني والمادي وأدعمهم دون تحفظ ولا عويل ولا بكاء عن مصير أبنائنا الذي لن يحدده كشف الأعداد أو حجبها، لأن قناعتي راسخة بأن معركة أساتذتنا عادلة وأن السبل لكسبها قطعت عنهم ولم يترك لهم من سبيل لإيصال صوتهم إلا ما رأوه من أساليب النضال.

شدتني رسالة في بداياتها مؤثرة جالت على صفحات الفيسبوك، عنونها صاحبها ب "رسالة إلى وليّ غاضب". الرسالة تثمن جهد الأساتذة وتكشف حجم معاناتهم التي لا تخفى على أحد. أعجبتني الرسالة وكدت أنشرها بحذافيرها وأمهرها بإمضائي ولكنني لم أفعل.

سبب ذلك أن صاحب الرسالة الذي يدعو "الولي الغاضب" إلى أن يتحلى بسعة النظر وبنكران الذات ويدفعه لأن يلتمس الأعذار للأساتذة ويتحلى بالإحساس بمعاناتهم... صاحب الرسالة يختمها بالقول بأن الأساتذة لا يعملون ثمانية دقائق، وأنهم لا يتركون جمازاتهم بالمكتب ويذهبون لقضاء حاجياتهم الخاصة، وأنهم لا يطالبون بالمرتّب رقم 13 أو 14 كغيرهم... وأنهم لم يطالبوا يوما كغيرهم بوصولات البنزين و لا بسيّارة إداريّة و لا وصولات أكل و لا مكتبا فارها... ولم ولم ولم…

نظرة ضيقة حاقدة ممن يلتمس توسيع زاوية النظر ويسعى جاهدا لمقاومة الحقد المؤسس على جهل بواقع الأمور... أسلوب أناني ذلك الذي يبني مشروعية مطالبه على ما يعتبره مطالب غير مشروعة لغيره.

تذكر: وأنت تناضل من أجل لقمة العيش، فليس من حقك أن تبخس غيرك حقه في النضال من أجل حسن الملبس…

تذكر: وأنت تناضل من أجل حسن الملبس، فليس من حقك أن تبخس غيرك حقه في النضال من أجل كرامة المسكن…

تذكر: وأنت تناضل من أجل حقك في أن تحسن وضعك، فليس من حقك أن تحمّل بني جلدتك من الكادحين المسؤولية عن شقائك وبؤسك..

لا تنسى: بئس النضال ذاك الذي يبخس الغير حقه ويشرع للنيل منها توسلا لما هو أدنى قدرا وكرامة.

يا عمال العالم… تخلصوا من أنانيتكم وضيق نظرتكم فوحدها القطعان تفتقد القدرة بالإحساس بمآسي الآخرين.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات