"حلق بأجنحة المقص"

هو الشعار الذي يجب أن يكون للدّورة 37 للمعرض الدّولي للكتاب، دورة أفريل 2023 التي سيذكر التّاريخ أنّها أعادت إلينا بؤس المصادرة وشبح الرّقابة والقهر، مع إنكار وتبرير من المشرفين، واستخفاف بخطورة التّنازل عن حرّية التعبير، واتّهام من الكثيرين للكاتب بدل اتّهام منظومة المراقبة المسبقة والنّظرة الأمنيّة للثّقافة.

لا نحتاج إلى مراقبة مسبقة على الكتب المعروضة، هي مستحيلة عمليّا، بل يكفي أن نضمن جودة دور النّشر العارضة والمستضافة، لأنّ النّاشر الجيّد هو الذي يقوم بالغربلة الضروريّة. لا نحتاج إلى وصاية على عقول المواطنين. وحدها كتب الأطفال يجب أن نراقبها.


• مواطنون لا رعايا، راشدون لا قصّر.

• انزعوا أثواب بوليس الفكر.

• الثقافة لا تحتمل العبوس وضيق الأفق !

حجّة الإساءة إلى صورة البلاد خطيرة

حجّة كان يستعملها نظام بن علي لتكميم الأفواه، وهي تفترض أنّ من ينقد الأوضاع في البلاد غير وطنيّ ويسيء إلى صورتها أو سمعتها. ومرّة أخرى نجد أنفسا أمام خطاب تخوين غير مباشر.

ننقد الأوضاع لأنّنا نحبّ البلاد، ونتصدّى إلى مصادرة الكتب لأنها خطيرة، ولأننا ضحّينا كثيرا من أجل الحرّيّة، وهذا الجدل لا يسيء إلى البلاد، بل بالعكس، يبيّن حيويّة مجتمعها ونخبها وحرصهم على هذه الحرّيّة الغالية.

لا نريد صورة جميلة للبلاد، بل نريد بلادا لا تقتل أبناءها، ولا تقهر مبدعيها، وتوفّر أدنى مستلزمات الحياة الكريمة.

مواقفي مبدئيّة، ولا أسيء إلى "سمعة" أيّ شخص، لكنّني لا أجامل. وأدافع عن الحرّيّة منذ 30 سنة على الأقلّ، وأمامكم صفحتي ومقالاتي وكتبي للتّثبّت.

كتاب كمال الرياحي مازال مسحوبا من المعرض.

بعد كلّ البيانات والاتهامات والحروبات والتّخوينات، يظل كتاب الرياحي "فرنكشتاين تونس" ممنوعا وغير موجود في معرض الكتاب.

آنا العزوزة الي شدّت سارق، نُقصد صنصرة . وقلّي آش تكره في الدّم، نقلك الرقابة والصنصرة. وزادة التّرهدين والجبن، بضم الجيم. ( الجبن بتسكين الجيم نموت عليه)

والسلام

والمرسوم 54 لا يزعجكم؟

المكذّبون للتضييق على حرية التعبير، المتّهمون إيّانا بالتّوظيف السّياسيّ لما جرى في معرض الكتاب، هل تكذّبون وجود مرسوم عدده 54 وُضع لإسكاتنا ويُحاكم بمقتضاه العشرات من الإعلاميين والسياسيين والحقوقيين والنقابيين ويدخل بمقتضاه السجن شباب في عمر الزهور لا يسمع بهم احد لأنهم غير معروفين؟

نعيش معكم في نفس البلاد أم أنّنا في واد وأنتم في واد؟ لو صدر هذا المرسوم في عهد النهضة، هل كنتم تصمتون؟ ام أنّ هذا المرسوم نفسه نجح في شلّ السنتكم وأيديكم؟

مواطنون لا رعايا في كلّ الأزمنة وأمام كل الأنظمة، رافضون للتّسلّط والظلّم مهما كان ماتاه.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات