التخلّص من الاستبداد قضيّة وطن وليست قضيّة فئة. الصراع ليس بين سياسيين ومنقلب، بل صراع شعب من أجل حرّيته وتحرّره في مواجهة المغتصب. شرط الوحدة الوطنية ورصّ الصفوف وتجميع القوّة أساسي وحيوي للانتصار في مثل هكذا معارك.
يوم 14 جانفي ذكرى ثورة الشعب سنستذكر فيه كيف أسقطت الارادة الموحّدة اكثر من نصف قرن من الاستبداد. وسيكون خطوة أخرى في الاتّجاه الذي سطّرناه منذ انطلاق المقاومة. الإتّجاه القائم على توفير الشروط الضرورية الميدانية والسياسية الكفيلة بنقل المعركة الى صورتها الحقيقية : ديمقراطية/انقلاب ومحاصرة نيّة الآلة الانقلابية المدعومة من آلة القديمة المعادية للديمقراطية ، ادارة معركة وهميّة بين سعيّد/ الاسلام السياسي.
لقد كان ذلك واضحا في اذهاننا منذ انطلاق تجربة مواطنون ضدّ الإنقلاب وجاء تأسيس جبهة الخلاص خطوة مهمة في هذا الاتجاه بفتح أفقً اوسع وفضاء أرحب واكثر تنوّعا لنقل المعركة من الحزبي الفئوي الى الوطني/الديمقراطي.
يوم 14 جانفي المقبل ستكون الأفاق مرّة أخرى أرحب والناس أكثر عددا واكثر ألوانًا واكثر تنوّعا في نفس الشارع وفي نفس الوقت لنصرخ "معا للوحدة الوطنية ضدّ الهجمة الشعبوية".
هكذا يجتهد ويبذل جمهور الشارع الديمقراطي التضحيات الجسام ليوفّر لتونس وشعبها فرصة الانعتاق من تسلّط العابثين بفضل وحدة الإرادة وصلابة التصميم.
في عيد الثورة شارع الثورة للجميع.