تلجأ الأنظمة القهرية في سعيها لبناء قلاع القمع إلى إيجاد القائد الرمز الذي تدور حوله فظاعة الاستبداد وتخشاه الجماهير، ثم تبدأ بفبركة حكايات عن حصافة وحكمة ورجاحة عقل الزعيم الألمعي الشجاع، وخدماته المبجلة للوطن، وتضحياته المشهود لها في سبيل رفعة الشعب وعزته.

إِرباكٌ وفراغٌ وتقسيم استُثمِرَ جُلّها مُنذئذ في نسج استراتيجياتٍ بل قل مناورات قد تكون خلفيتُها لدى البعض السطوَ على مفاصل الحكم ولدى البعض الاخر الاستفادةَ من فُتاتها، وضحيتُها المواطنَ الذي تضيق به السبلُ ويفقد الثقة في القائمين على الشأن العام.

يبدو ان هذه المرحلة تحتاج الى عقلنة ادارة الخلافات وتفكيك تداخل المصالح وكذلك الأدوار وتجنّب الشخصنة ووضع متطلبات المرحلة الانتقالية من الاولويات الوطنية، ولكن كذلك دفع الاستثمار والنمو....

لا يخدم طول المرحلة الانتقالية كل الاطراف ذات المصالح المتداخلة، إذْ كلّما طالت المدة، كلما ازدادت التكاليف على كلٍّ منها وضاعت الفرص