مواطن بلا عنوان

Photo

سادتي النواب

أنا مواطن لا تهمني انشقاقاتكم، لا تهمني كثيرا اختلافاتكم، لا تهمّني خصوماتكم، ولكن يهمّني تنفيذ وعود انتخاباتكم…

سادتي النواب

أرجوكم انزلوا من مواقعكم انزلوا إلى الأرض واجعلوني في صلب اهتماماتكم فأنا المواطن الجماهير، أنا المواطن الشعب.. لا تتحدّثوا نيابة عني ّ، لا تعالجوا همومي بالتبنّي، لا تضمّدوا شروخي بالتمنّي…

سادتي النواب

مرّة أخرى لا تهمني تحليلاتكم، لا تهمني معارككم لا تهمني كثيرا مربعات " انترناتكم "، فأنا مواطن لا يفقه لغة الكمبيوتر، لا يفقه لغة الإبحار في المواقع، بل يفقه لغة ارتفاع الأسعار، يفقه لغة ثمن حليب الأطفال، يفقه أحوال الناس وواقع الأجور وانخفاض الدينار، يفقه أسعار السوق وغلاء المعيشة وفواتير الإيجار، يفقه معنى الحرمان أمام بائعي اللحم والخضار

سادتي النواب

أنا ذاك المواطن الذي ما عاد يؤمن كثيرا بالخطب العصماء، ما عاد يؤمن بالوعود والأمنيات وكل الكلمات المحلقة في الفضاء، ما عاد يؤمن بغير الواقع دون تزو يق ودون طلاء..

سادتي النواب

لا تحدثوني بالأرقام، لا تكلموني بالمفردات الصعبة وكل الجمل التي تستدعي مني معاجم للتحليل والاستقراء، والتنظير والتنوير والتفسير وما شابه هذا الكلام، بل حدّثوني بلغة واقع الحال، أم أحدثكم أنا من قلب معاركي اليومية، من فقه الواقع الأرضي، ّ من جدول يوميات مواطن عادي، كيف أصارع وأشقى من أجل قوتي اليوميّ، وكيف أعيش في المدن والأرياف مثلما يعيش الصرصار وأموت في المستشفيات في الوديان في الطرقات موتة الجرذان..

سادتي النواب

أعترف لكم أني لا أدرك مفردات العولمة، ولا مصطلحات الشرق أوسطية، ولكني أدرك أن إنتاجي وبضائعي صارت عملة قديمة، فأيّ علاج لهذا العطب تقدّمون…

سادتي النواب

لا تهمني سادتي تبريراتكم لا تهمني تفسيراتكم لا تعنيني مقولاتكم، فأنا مواطن يعنيني تنفيذ التزاماتكم.

سادتي النواب

باختصار الكلام.. أنا مواطن المقاهي والملاعب، أنا مواطن الأرياف والمزارع، أنا مواطن الأسواق والشوارع أنا مواطن الجامعات والمعاهد، أنا مواطن البطالة والمناجم، أنا مواطن الحانات والمراقص، أنا مواطن المكتبات والمساجد، أنا مواطن الخصاصة والحضائر، أنا مواطن الوظيفة والمكاتب، أنا مواطن الحقول والمعامل أنا مواطن الداخل والخارج أعطوني نصيبي من الاهتمام وغير ذلك فترقبوا مني هذه المرة ثورة مزلززة كالبركان فاحذروا صبري المتأجج في الصدور والوجدان وغضب مواطن بلا مأوى بلا شغل بلا بيت بلا أبناء بلا أمل وبلا عنوان…


الطاهر العبيدي: صحفي وكاتب مقيم بباريس

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات