مناورات السّيستامْ في ماخور الأزلامْ

Photo

إذا تأملنا في المترشّحين للانتخابات الرئاسية في تونس الذين هم محسوبين على الدّولة العميقة "والسيستام"، نجد منهم الآتي ذكرهم: الزبيدي، الشّاهد، جمعة وعبير موسى. يخطىء من يتصوّر انّ الامر ليس بخدعة: فإذا قدّم السيستام مرشّحا وحيدا، سيظهر ذلك للعيان ويتأهّب الثّوّار لإسقاطه.

من هنا كان لزاما على الدولة العميقة تقديم عدّة مترشّحين لإيهام المحسوبين على الثورة ان السيستام في حالة تشرذم. هم يعلمون لمن سيقع التصويت، ستأتيهم التعليمات يوم الاقتراع بدعم زيد أو عمر، خطّتهم ان يمرّ مرشّحهم من الدور الأول، وفي أسوء السيناريوهات ان يمرّ إلى الدور الثاني.

كذلك، إذا تابعنا مراحل تكوّن التنظيمات التابعة للدّساترة في تونس، نرى انّهم لم يكوّنوا أحزابا على الإطلاق و على مدى الزّمانْ، كانت لهم دوما تنظيمات مفيوزية يسمّونها احزاب على غرار الحزب الاشتراكي الدّستوري، التجمّع الدستوري الديموقراطي، نداء تونس، تحيا تونس، قلب تونس، البديل التونسي(وهنا سقط حرف الرّاء منهم سهوا) إلخ …

لم يؤمنوا بالديموقراطية ولو للحظة، كلّ ما في الأمر عصابات نهب وسرقة لموارد البلاد، تأتيهم التّعليمات من "المسؤول الكبير" لترشيح زيد او عمر والالتزام بالتصويت له. هذه الانتخابات لن تختلف عن سابقاتها، هم متّفقون على التصويت لمرشّح وحيد (عمليّة تمويه، أملتها الضرورة، بحكم انّهم ليسوا اللاعبين الوحيدين على الساحة: هناك ثورة وقعت، لكنّهم نجحوا نجاحا باهرا في الالتفاف عليها).

لا يفوتنا ان نذكّر انّ الدّساترة مبدعين في تزوير الانتخابات، حتّى ولو ان تنظيمها منوط بعهدة اللجنة المستقلّة للانتخابات، حيث انّهم يمتلكون خزّانا انتخابي افتراضيا، يتمثّل في عشرات الآلاف من الموتى المسجّلين في السجل الانتخابي.

هم قادرون على استعمال هذا السجل عند الضرورة، لترجيح كفّة مرشحيهم. كما لا يفوتنا ان نذكّر انّهم يملكون المال والإعلام ونخبة مزيّفة تخدم لصالحهم وتبيّضهم في فضاءات التواصل الاجتماعي (مافيا مكتملة الاوصاف). أمام هذا الخطر المحدق بالبلاد، على الثّوّار التّنبّه لمناورات السيستام والتصويت لمرشّح واحد -vote utile - لاجتناب انتكاسة قد ندفع ثمنها لعشرات السنين ( عندها نحتاج الى انفجار ثان من فصيلة 17 ديسمبر).

يجدر بالذّكر ان كلّ الذي حصل من إلتفاف على الثورة ما كان ليحصل لولا تآمر "يسار الكافيارْ" و القيادات الفاسدة للاتحاد العام التونسي للشغل، إذ قدّموا الدعم اللوجستي لتأمين عودة العصابات التجمّعية للساحة مجدّدا ( طوفان من الإضرابات في عهد الترويكا). عودة هذه العصابات استوجبت كذلك المرور إلى سرعة الضوء في العمليات الإرهابية: اغتيال شكري بلعيدْ ومحمد البراهمي، كانا مدبّران بالأساس من طرف السّيستام بعون من الاستخبارات الفرنسية وتآمر من "رفاق الكافيارْ".

هناك نقطة واحدة تبدولي غامضة في العملية الانتخابية الحالية، الّا وهي ترشيح حركة النّهضة للشيخ مورو. للأمانة مورو رجل مقتدر، متخلّق الى ابعد الحدود، مثقّف حتّى النّخاع. خوفي ان يكون هذا الترشيح مجرّد مناورة من النّهضة لتحسين التفاوض مع السّيستام (في الدّورة الثانية).

انطباعي الأولي هو انّ هذ الترشيح، اذا كانت غايته مجرّد مناورة، فهو مضرّ بالثورة و بوجود حزب النّهضة اساسا. كان على النّهضة ان تساند علنا مرشّحا ثوريا كالمرزوقي، مثلا. وأخيرا امام تلعثم الزبيدي وجهله بأبجديات التواصل، ارجّح انّه سيتمّ سحب ترشّحه في القريب العاجل، في انتظار من سيلمع صيته ما بين جمعة والشّاهد.

من سيأمر منهما بسحب ترشحه، سيكون رئيس حكومة. امّا عن عبير موسى، فقد تمّ تفكيك حزيّبها: حزب الزّغراطة مْشى سلاطة- game over- هذه تخميناتي وهذا هو حدسي، ولّا أذكر انّ حدسي خانني و لو مرّة واحدة في حياتي.

رغم كل هذا، أملي كبير في هزيمة "القوّادة والصّبايحية"، لكن حتّى في صورة انتصارهم، لابد من المقاومة … لا للاستسلام للسّيستام … لا للانهزام أمام الأزلام … إلى الامام إلى الامام، وانّها لثورة حتّى النّصر … سننتصر أو ننتصر.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات