هل هو مجرد خيال أم حقيقة مفزعة و خطر زاحف؟

Photo

هل هو مجرد خيال أم حقيقة مفزعة و خطر زاحف وتيار جارف يهدد أبناءنا ومستقبل بلادنا في غفلة منا؟

لن تلبث كثيرا حتى تطل علينا تلك العاصفة الهوجاء التي إجتاحت فرنسا عبر برنامج مشترك بين وزارتي التربية وحقوق المرأة يخص تغيير مناهج التدريس في الإبتدائي لتتلائم مع نظرية بين الجنسين (théorie du genre) بعد أن انطلقت هذه الموجة من أمريكا، وقد تم تعميمها على جميع المدارس الفرنسية إبتداء من السنة الماضية . تقول هذه النظرية أن الإنسان يولد خنثى (nous naissons bisexuels) و أن البيئة هي التي تصنع منه ذكرا أو أنثى ،وهي بذلك تفصل بين الهوية البيولوجية والهوية الجنسية، و على الفرد أن يختار بين أن يكون ذكرا أو أنثى أو الإثنين معا. وما هو ملفت للنظر أن أصحاب هذا المشروع قد تلافوا أن يتناوله البرلمان بالنقاش و المصادقة ، بل مرروه عبر قرارات وزارية و قرروا أن لا تقع مشورة المربين و الأولياء ، واكتفوا بتشريك نقابة التعليم و مجلس التعليم الأعلى ؟!!
هذه الموجة العاصفة لن تلبث طويلا قبل أن تحل بوزارة التربية و ببرامجنا التعليمية والإعلامية والثقافية ، بل لقد وصلتنا الموجة الأولى التي تنذر بالعاصفة وسيتجلى ذلك في مشروع إصلاح التعليم الذي يصاغ بنفس ايادي اليسار الفرنكفوني و دون أي مشورة خارج الدائرة اليسارية. و ما نشهده اليوم من تدهور في المستوى التعليمى ما جعل جامعاتنا في مؤخرة الأمم، و ما نشهده من إنتشار الزطلة و الإنتحار والفساد و إنحطاط الأخلاق في صفوف التلاميذ والشباب ما كنا لنصدقه لو رجع بنا الزمن قبل مجيء وزير تجفيف المنابع و مجموعته التي لزالت إلى اليوم قائمة على التعليم و متنفذة في مفاصله و مشرفة على مشروع إصلاحه ؟!!!

لا مفر لنا من العاصفة الهوجاء القادمة من الغرب و لا مفر لنا من مقاومتها إذا اردنا الحياة بكرامة و ذلك للأسباب التالية :

1- القاعدة تقول أن القوي يفرض املاءاته على الضعيف، و لكننا نكون أقوياء بالنضال من أجل السيادة الكاملة.

2- لأن النخبة المسيطرة على المشهد التعليمي والثقافي والإعلامي متبنية تماما عن قناعة للثقافة الغربية و معنية بإستيراد كل ما يحدث في الغرب من تغيير دون تمحيص و تمييز ونقد وفرز و ملائمة مع مجتمعنا. و من هؤلاء أخص بالذكر اليسار الفرنكفوني.

3-لا يمكن في عصر الثورة المعلوماتية أن نتجاهل مدى تأثير ما يقع في الغرب من تطورات إجتماعية على مجتمعنا وخصوصا في غياب مناعة ثقافية و عقائدية و وقاية تحميه. و للتذكير السريع فإن المجتمع الغربي مر بعدة مراحل: من مجتمع مؤمن بالله إلى مجتمع ينتشر فيه الإلحاد، و من عناوين هذا التغيير البارزة هي الحرية الجنسية والطلاق على أوسع نطاق وضرب القيم و المعتقد والصخرية من الأديان وتدمير الأسرة. وقد استغرقت هذه المرحلة عشرات السنين، ثم طبع المرحلة الموالية الإعتراف باللواط و السحاق ثم تقنين حق الزواج و التبني، فأصبح اليوم كل هذا أمرا واقعا بل أصبح لوبي الملوطين و السحاقيات من أقوى اللوبيات في العالم يتكون من نواب في مجالس الشعوب و وزراء وأطباء و كوادر في كل الميادين وقضاة و سياسيين ،و ...ونحن نعيش الآن المرحلة الثالثة وعنوانها تعميم اللواط و السحاق في صفوف المجتمعات وإنتاج أجيال من هذا النوع البشري .

معلومات غير متداولة :

توجهات معينة وتدليس في الأبحاث و علم مغشوش:

إحتراما لمن لا يؤمن بوجود ماكينة جبارة تسيطر و تخطط و توجه العالم ، فإنه من الملاحظ الجلي أن هناك توجهات معينة و في المقابل هناك تحجير و منع إنتشار أبحاث علمية و حقائق عديدة لا تتماشى مع هذه التوجهات و عدم تدريسها في الجامعات. وعلى سبيل المثال، فإن نظرية التحليل النفسي لفرويد (Freud) التي كانت من الأسباب الرئيسية في إنتشار الحريات الجنسية في العالم الغربي لزالت تدرس إلى الآن في الجامعات على أنها حقيقة علمية ومازالت تستعمل في العلاج النفسي رغم مئات الأبحاث الجدية و الكتب (جامعة مونتريال، جامعة لوفان ببلجيكيا ) التي قد فندت صحة هذه النظرية، و لكن للأسف بقيت هذه الأبحاث حبيسة في الرفوف. و في المقابل استمرت سيطرة نظرية فرويد على الساحة رغم أن هذه الأبحاث قد بينت أن Freud قد دلس المعطيات حتى يصل إلى النتائج المرغوبة والموضوعة مسبقا. وكذلك الحال بالنسبة إلى نظرية داروين التي لزالت تدرس في المعاهد وفي الجامعات كحقيقة علمية رغم عدم ارتكازها على أي سند علمي و رغم وجود كثير من التفنيدات و النقد لهذه النظرية.

أهداف هذا المشروع :

1-على مستوى التعليم:

و هنا بالطبع فإن المستهدف هم الأطفال والشباب، و هذا هو السبيل لتغيير المجتمع.
يهدف هذا المشروع العاصفة إلى تعميم اللواط والسحاق في المجتمعات وإنتاج أجيال ملحدة و شاذة جنسيا عبر البرامج التعليمية، تحت عنوان المساواة بين الجنسين و حماية الأقليات الجنسية و عدم التمييز على أساس الميولات الجنسية. لقد دربوا المعلمين و الأساتذة وكتبوا وطبعوا الكتب ووضعوا المناهج لكيفية تدريس نظرية بين الجنسين (théorie du genre) للأطفال والشباب لدفعهم إلى اختيار هويتهم الجنسية دون تدخل الموروث الاجتماعي ؟! والنتيجة : دخلوا ''غولة'' في نفوس الأطفال الأبرياء ليجعلوهم في حيرة من أمرهم وهم يتساءلون : هل أنا ذكر؟ هل أنا أنثى؟ هل أنا الإثنين معا ؟!!
والملاحظ أن مدارس خاصة بالأطفال الشواذ وأبناء الشواذ بدأت تظهر في أمريكا.

حقيقة مرعبة سترونها في بضع سنين:

الأجيال القادمة سيقع انتاجها كدجاج ‘’الضوء’’ لا ''أم'' و لا ''بو'' (الوالدين لن تبقى لهما أي سلطة و أي دور) ، و لا معلم و لا أستاذ (و الذي لن يلقي دروسا في المستقبل بل سيكون مجرد ’‘عساس‘‘ على التلامذة الذين ''سيتعلمون'' بأنفسهم عن طريق البحث ؟!). و من خصائص هذه الأجيال: الإلحاد والجهل والشذوذ الجنسي.

علوم وتقارير علمية مغشوشة وراء إستفحال الفساد و تدمير المجتمعات :

كيف اندلعت الثورة الجنسية و إنتشر الزنا كالنار في الهشيم في المجتمع الأمريكي ثم في العالم ؟
كان ذلك بعد أن قام الأكاديمي ألفريد كنزي سنة 1950 بنشر تقرير حول الحياة الجنسية للأمريكيين و قد قام بتدليس المعطيات حتى يصل إلى نتائج ارعبت الأمركيين تقول أن نصف الرجال يتعاطون الخيانة الزوجية ونصف النساء لهن علاقات جنسية قبل الزواج و ربع النساء عاهرات و ثلثي الرجال يذهبون إلى العاهرات و 87 % من العازبات أجهضن. كان هذا التقرير الكاذب سببا في إنتشار واسع جدا للزنا والخيانة الزوجية في المجتمع الأمريكي ثم في المجتمع الغربي عموما ، وكان سببا في ظهور الأفلام الإباحية ....

من كان وراء تمويل الأبحاث الكاذبة و المغشوشة التي قام بها الأكاديمي ألفريد كنزي؟ وما هو الهدف ؟
نعم إن الذي قام بتمويل هذه الأبحاث المبنية على التدليس و الكذب هو أحد كبار أثرياء العالم : روكفيلار Rockfeller وهو غني عن التعريف.

من المعروف أنه كلما غابت الأخلاق و القيم و سقط المجتمع في الحيونة (animalisation) و الفساد كلما سهل انقياده و السيطرة عليه.

تنبيه وتحذير

لذلك كله حذار ثم حذار ثم حذار من مؤسسات الإحصاء المشبوهة مثل ألفا و بيطى و قما... التي تقوم بإحصائيات مغشوشة و تتلاعب بنتائجها من أجل التغريب الكامل للمجتمع التونسي وما نتائج الاحصائيات الأخيرة التي تهدف إلى ضرب هوية التونسي إلا خدمة لهذا المخطط .و قد رأينا إحصائيات غريبة عن مجتمعنا حول عذرية الفتيات التونسيات تهدف إلى نشر الفساد. و على أصحاب رؤوس الأموال الوطنيين أن يستثمروا أموالهم في بعث مؤسسة للإحصاء يديروها شباب وطني مختص في علوم الرياضيات و الإحصاء، حتى لا تبقى الساحة مغتصبة من طرف هؤلاء.

2-نشر الشذوذ بين الكبار :

قد وقع نشر وترويج لعلم مغشوش وأكاذيب تفيد أن كل الرجال هم بدوفيل (tous les hommes sont des pédophiles ) . و نذكر هنا أن فضيحة بلجيكا لسنة 2012 قد كشفت أن شبكة الشواذ البيدوفيل قد اختطفت أكثر من 100 ألف طفل وطفلة (منهم صغار عرب) وقد داوموا على اغتصابهم يوميا ومنهم من ذبحوه (نعم ذبحوه) بعد الإغتصاب.

كيف تشتغل الماكينة المتحكمة، في كل بلد ؟

*-توفير المال لشراء الذمم في كل الميادين ... و تمويل المشاريع و الأبحاث المشبوهة و الإحصائيات و سبر الأراء ،…

*- صنع الحدث ليكون مادة لحملات إعلامية تعقبها اجراءات معينة، و قوانين جديدة ، وحذف وتحوير قوانين موجودة، و مادة للسينما وللثقافة للتأثير في سلوك الأفراد و المجتمع.

مشروع إصلاح التعليم:

وزير التربية ناجي جلول في تصريح له يعطينا الوصفة السحرية للقضاء على الإرهاب :<< للقضاء على الإرهاب سنجعل نوادي السينما والمسرح والموسيقى اجبارية في البرامج التعليمية >> ؟!!!
و عوضا عن تقييم البرامج التعليمية التي بنيت على تجفيف المنابع و تجريدها من الأخلاق والقيم و إستيراد المناهج التعليمية الغربية دون أي ملائمة مع خصائص مجتمعنا ودون أي إجتهاد و إبتكار، و التي أنتجت مستوى تعليمي في مؤخرة الأمم و شبابا لا يثمن طلب العلم، بل وصلت الأمور إلى حد تفشي ظاهرة الزطلة في المعاهد، وتكرر الانتحارات، وإنتشار الإنحطاط الأخلاقي، و في ظهور التطرف في المفاهيم الدينية إلى حد ممارسة الإرهاب، و عوضا عن الوقوف على أسباب كل هذه الكوارث، و حماية أطفالنا وشبابنا بالرجوع إلى ترسيخ العقيدة التي تحمي شبابنا من الإنتحار و إلى الأخلاق السمحة التي تقيه من الإنحطاط الأخلاقي، والمفاهيم الوسطية للدين التي تقضي على التطرف والإرهاب، والإجتهاد في المناهج التعليمية لتتلائم مع مجتمعنا و التي تحفز و ترغب التلاميذ في طلب العلم ، يستمر المشرفون على ملف التربية (و هم من اليسار كالعادة) في إعادة التجربة الكارثية لسلفهم الرفيق وزير تجفيف المنابع، بل سيطعمونها بإستيراد المزيد من المناهج و البرامج الغربية التي كانت سببا في إنتشار الإلحاد في صفوف الشباب هناك. ومن بين هذه البرامج التي سيقع تدريسها في المستقبل القريب تدريس ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ (اليهودية، المسيحية،و الإسلام) مجردة من كل قدسية، بل كمجرد تاريخ قد ولى و إنتهى.

حذار من المدسوس في النصوص :

أمام الحملة المضادة من طرف بعض الأساتذة والناشطين لتدريس نظرية بين الجنسين و ردة الفعل الشعبية التي وصلت إلى حد تنظيم مقاطعة المدرسة لعدة أيام من طرف الأولياء والتلاميذ، تراجع الوزيران و نكرا وجود هذه النظرية أصلا وهو لا يعد سوى مجرد تهدئة و ترويض للرأي العام ، لكن الكتب و النصوص و المناهج التي بدأ العمل بها تكذب إدعاء الوزيرين .

و بدون أدنى شك فإن أساليب المغالطة والعمل في صمت و وضع الجميع أمام الأمر الواقع معمول به في تونس. ولذلك علينا جميعا التحرك قبل فوات الأوان .

الخلاصة :

1- كلنا مدعوون لضم أصواتنا إلى صوت الأستاذ إسماعيل بوسروال في مطالبة مجلس نواب الشعب بأن يقوم بسحب ملف الاصلاح التربوي من وزارة التربية واحالته الى هيئة وطنية مستقلة ممثلة لجميع التونسيين. والعمل على إيصال هذا المطلب إلى نواب الشعب الغيورين على مستقبل الشباب و الوطن.

2-لا بد من التنظم أو زيادة التنظم وتكوين لجان من الكفاءات لوضع و بناء إستراتيجية على المدى القصير و المتوسط و الطويل لمواجهة هذه المشاريع الهدامة لوقاية الأطفال والشباب من شرها و تحسيس الأولياء بخطورتها عبر المحاضرات الميدانية وتناول الموضوع بالنقاش في بلاتوات القنوات التلفزية.

3-لابد من النضال و تنظيم وقفات احتجاجية أمام وزارة التعليم والقيام بحملات إعلامية لدى نواب الشعب والأحزاب والمواطنين و القنوات التلفزية و الإذاعية من أجل فرض دمقرطة الإصلاح التعليمي و اشراك المختصين والمربين و الأولياء و إنقاذه من قبضة الذين احتكروه و رهنوا شبابنا لايديولوجيات مريضة قد قذفتها التجارب في مزبلة التاريخ .

ملاحظة :

1- الإطلاع علي الفيديوات المصاحبة لهذا المقال مهم جدا لما تحتويه من مزيد من المعلومات الهامة و تفاصيل عن برنامج التعليم الذي بدأ تطبيقه في فرنسا وبلدان غربية أخرى حتى نكون سباقين إلى الوقاية من الكارثة القادمة.

2-إرسال هذا المقال إلى كفاءات وطنية تغار على مستقبل ابنائنا ومستقبل بلادنا.

http://rustyjames.canalblog.com/archi

http://www.nouvelles.umontreal.ca/

www.douance.org/psycho/benesteau_mensonges_freudiens.pdf

http://www.pseudo-sciences.org/spip.php?article1825





Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات