الحقيقة العارية للتقييم الحكومي في مجال مقاومة الارهاب

Photo

تعليقا وتفاعلا مع مقال احد الأصدقاء الصادر بجريدة الزُرّاع تحت عنوان ''مقاومة الإرهاب و مهدي جمعة: النجاح المغيب و المسكوت عنه"، هناك مواضيع نسمح لأنفسنا بأن لا نخوض فيها و لا لوم علينا و لا مؤاخذة.... نتجنبها قسرا علينا لجهلنا بها أو اختيارا منا لمعرفتنا بعواقبها...نتعفف عنها.... ونتججنبها... كالسياسة مثلا .... ننتخب أو لا ننتخب... ننخرط في حزب سياسي أو لا ننخرط.... ننخرط في عمل جمعياتي أو لا ننخرط…

مثل هذه المواقف المستقيلة... لا تؤذي أحدا بل لعلها تصنع ربيع بعضهم ومصدر تمعشهم واستفحالهم... ولكن هناك مواضيع لا يسمح لنا بالحياد فيها و بملازمة الصمت حيالها... بل حيادنا حيالها تواطؤ وسكوتنا عنها مساندة وعدم انفعالنا ضدها خيانة... ومن هذه المواضيع و الأحداث : الإرهاب و التفجيرات الإرهابية... ذلك أن الإرهاب أعمى لا صديق له و لا رفيق لا هدنة فيه و لا مساومة لا حياد معه و لا صمت... ولأن الإرهاب موت غير بطيء نسقاه غصبا عنا دون اختيار... ولأن الإرهاب موت سريع يخطط له طامع و ينخرط فيه حاقد خاءن و ينفذه شقي جاهل و يتضرر منه شريف فقير باءس و يسكت عنه متواطء…

في هذا الإطار يتنزل مقال الصديق وليد البلطي تحت عنوان ''مقاومة الإرهاب ومهدي جمعة....'' لقد شد انتباهي ايما شد واثار اهتمامي ايما اثارة.... رغم ان الكاتب ليس حديث عهد بالكتابة ورغم تنوع المواضيع التي تناولها... فخوض كاتب المقال، في مثل هذه المواضيع هو نضال... نضال من لا يملك القرار ولا يدير دفة الحكم وهو صرخة من لا زال على قيد الحياة، تؤلمه الحياة ويخشى الحياة ان تستحيل انتظارا في محطة الموت لذلك قرأت مقال الصديق وليد البلطي بنهم و توجس و وجدتني اسال و أتساءل و اجيب و استدرك و أنفي و أؤكد...

لأننا في تونس مابعد 14 جانفي 2011 لم نعد متأكدين من شيء ولم نعد نثق في شيء وصرنا نصدق كل شئ ونكذب كل شيء اختلطت الإشاعة بالحقيقة وتغلبت عليها… ولعل أكثر ما شد انتباهي واثار استغرابي في مقال وليد البلطي هو أن يتحول عدد ضحايا الإرهاب ازديادا وقلة ارتفاعا وانخفاضا، مقياسا لنجاح الحكومات…. فحسب وليد البلطي كانت حكومة مهدي جمعة ناجحة لأنها لم تخسر سوى 20 شهيدا… في حين اشرفت حكومة الصيد على 100 شهيد ونتمنى أن لا تزيد…

لقد صدمني هذا المقياس للوهلة الاولى و لكني نظرت إلى الواقع وجها لوجه فوجدت أن الظرف التاريخي والجغراسياسي الذي نمر به و مشروع اعادة تشكيل الخارطة العالمية خصوصا بالشرق الاوسط الكبير فرض علينا مقاييس جديدة و تقييمات و اختيارات مستحدثة لم نكن نفكر فيها و لو في أحلامنا. لذلك اعتبر أن السيد وليد البلطي نظر الى الحقيقة في وجهها و لم يحول انظاره عنها و حدق فيها بوقاحة تستحقها لأنها حقيقة وقحة و قبيحة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات