النصر أو الاستشهاد...على من و من أجل ماذا؟

خطاب حربي في فجر بارد ، يوقظ فينا السؤال مجددا ، في من يحارب رئيس الجمهورية؟ ولماذا كل هذه العدائية لأبناء جلدته من المختلفين عنه و من المعارضين لحكمه و لدولة الاستثناء المؤبد التي رسمها بخنق الأصوات الحرة ؟

لماذا كل هذا التشنج و العصبية المفرطة في خطابه الحربي..؟ هل من البسالة التبجح بالبطولة و هو المالك لكل الأجهزة الصلبة ؟

هل من الشهامة استباق النصر على أفراد لا يملكون من القوة سوى المجاز و الكلمة و الاحساس " بالتفلقيط"...ثم ما معنى الاستشهاد في غياب الحرب الخارجية و العدو الخارجي ؟

إن ما يطرحه قيس سعيد من وسائل الفعل modus operandi في تركيز حكمه قديم و رث...فصله و كتبه و شرحه كل المنظرين في العلوم السياسية .

يقول جورجيو اقامبن (Giorgio Agamben )أن رسم الأزمة بشكل لا متناهي هو أحد أدوات القوة la crise sans fin est un instrument de pouvoir

وقيس سعيد يستفيد من تأبيد الأزمة و معجميات الحرب لاكتساب شرعية القوة والظلم باسم وظائفه في دولة الاستثناء ...فوحدها الحرب تحول القائد إلى زعيم (zygmunt bauman ) عبر خطاب التسويف و المراوغة procrastination...ليتمكن بعدها من امتلاك النفوس الضعيفة و التافهة عبر قوة " الجندية " بمفهوم الكواكبي.

إن قوة الجندية و فقر العوام و خطاب الحرب و الأزمة يصنعون سلطة قيس سعيد اليوم ...هذا الكوكتال النظري يغري العوام الذين قال عنه الكواكبي " أولئك الذين إذا جهلوا خافوا...واذا خافوا استسلموا "

لذلك فإن خطاب النصر على طواحين الريح هو الوقود الذي يضخه قيس سعيد في النفوس المعدومة لشحذها اكثر ....ليس من أجلهم و إنما من أجله فقط فقط فقط.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات