سيذكر التاريخ أن يوم 27 نوفمبر 2025 شهد أتعس محاكمة صورية وغير عادلة في تاريخ تونس نتجت عنها أحكام جائرة وقاسية ضد رموز المعارضة الوطنية وأن يوم 2 ديسمبر 2025 كان يوما أسودا في تاريخ هذا البلد المنكوب حيث تم إيقاف الأخ والزميل العياشي الهمامي الذي يعد فارسا مغوارا من الفرسان الذين قارعوا الاستبداد زمن الدكتاتورية النوفمبرية ولم يتوان في الدفاع عن السياسيين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم من إسلاميين ويساريين وقوميين. العياشي الهمامي لمن لا يعرفه ليس له أي انتماء سياسي، عقيدته الوحيدة هي حبه لهذا الوطن المنكوب وشريعته الدفاع عن الحقوق والحريات.
ما حصل اليوم لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يسكت عنه من قبل هياكلنا، فلا مجال للتنديد، والاستنكار والشجب فهي وسائل احتجاج من لا حول له ولا قوة، وإنني وأن كنت من أشد مساندي عميدنا الفاضل وأعضاء هيئتنا الموقرة لكنني اليوم أدعوهم من منطلق الواجب الوطني المقدس الى اتخاذ إجراءات عملية ومادية فعلية للوقوف أمام سياسة التنكيل والترهيب والتعذيب التي ينتهجها النظام ضد المعارضة ورموزها.
لقد وقع التنكيل لا بالمعارضة ورموزها فحسب بل برموز المحاماة والعياشي قامة من قاماتها وهو الذي لم يعرف له انتماء سياسي أو حزبي عدى انتصاره لقيم المساواة والعدل ودفاعه عن المظلومين والمقهورين.
نحن اليوم نعيش لحظة فارقة في تاريخ تونس وفي تاريخ المحاماة فإما أن تتخذ هياكلنا القرارات الفعلية والصارمة التي يمكن أن تعيد للمحاماة هيبتها وأما أن تواصل هياكلنا سياسة الشجب والتنديد والبكاء والعويل وسيتم غدا إيقاف الزميل والأخ الأستاذ أحمد نجيب الشابي وهو يمثل لوحده جزءا مهما من الذاكرة الوطنية والحركة النضالية التي عرفتها بلادنا منذ أكثر من نصف قرن. وستطال يد الغدر والقمع بقية الزملاء والحقوقيين الذين رفضوا الانبطاح لمنظومة الظلم والاستبداد فلقد أكلنا يوم أكل الثور الأبيض وماطال العياشي الهمامي اليوم سيطالنا جميعا غدا.
وللصديق عميدنا الفاضل Boubaker Bethabet وأعضاء هيئتنا الكرام سديد النظر.