لا أحد يمتلك أهلية ولا شرعية التنظير على الجياع

طحنت مشاهد زحف الجائعين إلى مراكز تسليم المساعدات الإسرائيلية/ الأمريكية ما تبقى من صلابتي واتزاني، هشّمتني من الداخل، ولم أجد في مشهد الفوضى أي ملامح انتصار، ستواصل «إسرائيل» الرهان على هذا الحصان، مع إيماني أن هذه الآلية ستبوء إلى الفشل الذريع، لكن أيام التجريب هذه لن تبقِ كرامة لجائع، ولا اعتباراً لعزيز، كل الناس أنا وأنا كل الناس.

لا أحد يمتلك أهلية ولا شرعية التنظير على الجياع، لكني وبمنتهى الموضوعية نزلت صباح يوم أمس إلى الشارع، وأقصد محيط مفترق الصاروخ نهاية شارع الجلاء لجهة محافظة الشمال واستطلعت آراء شريحة عشوائية من النازحين عن مدى استعدادهم لاستلام المساعدات وفق الآلية الجديدة التي تجبرهم على التوجه إلى محور نتساريم أو منطقة موراج، كانت اجابة كل من التقيته أنه: «لن يستلم المساعدات وفق الآلية الحديدة» أما عن الأسباب، فمتباينة:

- لا ثقة بأهداف الإحتلال وخبثه.

- المواصلات غالية جداً وقد تتجاوز قيمة الطرد.

- الخشية من الاحتجاز في جنوب القطاع وتكرار تجربة النزوح القاسية .

- لا صحة جسدية ولا طاقة لرحلة عذاب كهذه .

- لا إرادة وطنية في التساوق مع خطط الإحتلال.

في المحصلة، خطة المساعدات الأمريكية الإسرائيلية وُلدت ميتة، فاقدة للشرعية الأخلاقية ولإمكانية التطبيق الواقعية، وقد أسقطها وطنيا تبرؤ العائلات والعشائر مِن أي شركة محلية قبلت المشاركة فيها، وليست الصور المسخرة التي نشرها إعلام العدو من تل السلطان الذي كان من المفترض أن يحتشد أمامه ٣٠٠ ألف إنسان، سوى تتويج لموت قبل الميلاد .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات