لاشكّ أنّ الهزيمـة النفسيّـة أمـام لغة المحتلّ هي مـا يجعلهم ينتفضون ضدّ كل من يلحن في القول الفرنسي ويتسـامحون تسامحًـا سرياليًّـا مع من يخطئ في لغته العربيّـة الأمّ، لكن في علاقـة بمـا حصل مع التلميذة الألمعيّـة فالأمر يتعلّق قطعًـا باستهداف مضـاعَف غير بعيد عن هـاجس إيديولوجي/هُوَوي مداره ”فتاة محجّبــة” سبَق أن جاهرَت بقراءتها الدوريّـة للقرٱن الكريم والعياذ بالله !..
وهنا نشير إلى ذلك الربط الميكانيكي في ”العقل اللاييكي المتفرنس” بين ”الرِّجعيّـة الدينيّـة” من جهة وبين عدم الانفتـاح على الثقافات الغربيّـة من جهة أخرى، وبالتالي يتحوّل ”خطأ لغوي عـابر” أو حتى ”شُبهة خطأ” إلى قريـنـة إضافيّـة صـارفة إلى معـانـي الانغلاق والظلاميّـة والتخلّف !..
طبعًـا هذه المقـاربة التأويليّـة التنميطيّـة المستبطَنـة علمانيًّـا في الوعي واللّاوعي لا تنسحب على جميع من تهجّموا على التلميذة، إذ إنّ كثيـرًا منهم هُم مجرّد تُفَّـه تُبَّــع مِن ”النبّـارة” البُلهـاء !..
قصـارى القول ..
يُنظَـر إلى الحجـاب باعتبـاره ”عصيــانًـا سيميـائيًّــا” للثقـافة المهيمنـة لذلك يستفزّ الحُرّاسَ الإيديولوجيّين للنّظـام، فالخمـار والنقاب واللحية والقميص أكثر من مجرّد تعبيرات شكليّـة ذات طابع دينـي/شعبي، إنّها اختراقـات ثقافيّة مزمنـة وعميقة لمنظومة العلمنة الوصائية والتحديث القسري تشوِّش بشكل عفوي/مكرَّر/مكثَّف ومستقـرّ على ”النّمـوذج” أو ما يسمّونه ”النمط المجتمعي” الذي يتبنّـاه ويُبشّر به ”عقل الدّولة العميـــق” !!!!!..