النهوض باللغة العربية وإنقاذها من التلاشي

" ما جَهلَ الناسُ ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى لسان أرسطو طاليس".
الإمام الشافعي

إن أهمية لُغتنا تكمن في كونها المستودع الذي يذخر بمخزون الثقافات والحضارات التي تنتقل عبر الزمان والمكان، ولكنها مع الأسف هُجِرت وبدأت في التلاشي من قِبل ابنائها، بل وصارت رمزًا للرجعية والتخلف في نظرهم!

كما قد أكد خبراء اللغة أن ما تعانيه لغة الضاد مرده ضعف الوعي العربي الراهن الذي أشاع نوعا من التكابر على لغتنا الأم. مُتناسين أنها أبلغُ اللغاتِ وأرصنها وأرتبها، ومن أسرارِ جمالها البلاغةُ والإيجاز والإعجاز، والتوفية في مخارجِ الحروف والإعرابُ وتفسير معانيها، الصرفُ ودقة التعبير، وموازينِ الكلمات، المترادفاتُ والأضداد، السجعُ وسِعة اللغة؛ والأهمُ من كل ماسبق كونها لُغة أُذنٍ لا عين، ولغة الأذن تخاطب الجانب الطربي من الروحِ وتعتمد على جرسِ اللفظ، فعلى قولِ الكاتِبة خديجة سعد "الخُديج": كُل لغاتِ العالمين لُغات، إلا الضادُ لحنٌ وأغنيات.

كما أنها لسانُ الله يوم القيامة لقولِ رسولنا الكريم: تعلموا العربية وعلموها الناس فإنها لسان الله يوم القيامة. فواجبٌ علينا أن نُعيد هيبتها وفصاحتها، ونوقف تراجعها وننهض بها بمحسابةِ كُل من يفقدها هيبتها بإدخال الكلمات المعجمة عليها، وخلطها بمصطلحاتٍ غربية، وبجعلها لُغة الحوارِ السائد.

ورُبما بتكثيفِ المناهجِ اللغوية، وملازمتها لكافة التخصصات الجامعية، وتشييد ملتقياتٍ توعوية اتجاه مدى هيمنةِ اللغة وأهميتها وحفظها من الاندثار، والاستفادةُ من وسائلِ الإعلام الحديث في نشر الفصحى بين المجتمعات، واستغلال التكنولوجيا لإنشاء صفحات ذات أهداف سامية لتداول اللغة في عامة المجتمع وتعليمها، ونوادي أدبية تدعم القراءة وتشجعُ القُراء، وحلقات نقاش حول حركة النقد الأدبي والأدباء العرب في كافة الوطن العربي، والأهمُ من كل ماسبق تطوير طرائق تدريس اللغة العربية في المؤسسات التعليمية.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
زكرياء مخلوف
13/12/2023 20:12
الفرونكوفولية التونسية ستعرقل كل محاولة لتطوير اللغة العربية لابد من ثورة ثقافية لاسقاط الاصنام التي تحارب اللغة العربية: السفارة الفرنسية و النخبة الصبايحية المتفرنجة و الدولة العميقة و اليسار الاستئصالي و نقابة التعليم و بذلك يحصل الاستقلال الثقافي