1جوان …1نوفمبر ؛ 153يوما من المذبحة .

خمسة أشهر مضت منذ أن إتخذ سيادته قراره الشهير بإعفاء قضاة بجرة قلم بعد أن نقّح المرسوم المنظم للمجلس المؤقت للقضاء ، ضاربا عرض الحائط بكل الاعراف و القوانين و المبادئ الكونية ، باعثا برسالة القوي المتجبٍر أن لا صوت الا صوته و لا قرار الا قراره و انه سيتولي تطهير القضاء نزولا تحت رغبة الشعب الذي يريد .

خمسة أشهر مرّت و كأنها خمس قرون ، إنتظار يتلوه إنتظار ، بعد أن ثبت زيف الإدعاء مع التعنت في الرجوع للحق ، رغم صدور قرارات باتة عن المحكمة الادارية بوقف تنفيذ أمر الإعفاء و رجوع الحالة الي ما كانت عليه ، رغم أن تنقيح سيادته يمنع الطعن في أمر الإعفاء الا أنه تراجع شفاهيا عند توديع الحجيج و منح الضوء الأخضر لقبول الطعن ، عبث ما بعده عبث ، إستهتار بهيبة الدولة غير مسبوق و يتواصل الترنح برفض تنفيذ القرار القضائي البات و توجه أعظم وزيرة في التاريخ لتغيير أقفال مكاتب القضاة في صورة كاريكاتورية محزنة لما آلت إليه أوضاع البلاد و العباد .

خمسة أشهر منذ إعادة ولادة أبي هشيمة ؛ وُلد شابا متمردا غاضبا ، ظروف الولادة كانت صعبة و مؤلمة ، بُعث علي أنقاض شخص آخر (هشام) كان حليما طيبا لا يرد الإساءة بالإساءة ، يُحب الجميع و كان يظن أن الجميع يبادله نفس الشعور ، ليتين أبوهشيمة أن الضباب منتشر فوق السراب ، و أن الشعب الذي يريد تغزوه المصالح و الأهواء و الغل الدفين غير المفهوم و لا يمكن تبريره الا بعقد نفسية عالقة في ذهن حاملها ، و أن سيادته ماهو الا تعبير صريح لنفسية العديد ، السب و الشتم و الإساءة و الخوض في الأعراض و إقامة الحد بشبهة و نشر الكراهية و التباغظ إلي غير ذلك جعلت من أبي هشيمة يزداد صلابة ؛ فلابد لهذا العبث أن يتوقف و لهذا الجنون من حد .

رفاق أعزاء و رفيقات ، إزدادوا قربا و زدتهم حبا ، للأسف للبعض ممن قدمت له الكثير الكثير و يجحد ؛ أنظر في الصورة جيٍدا ، تأمل نظراتي ، ستعرف أنك حتما قابلت الإحسان بالإساءة و أني طيب و أنك خبيث و أني رجل و أنك لا تشبه الجنس البشري .

أبوهشيمة؛ بعد خمسة أشهر و رغم الانتصار القضائي فللآن ننتظر نتائج تطهير القضاء حسب رغبة سيادته ، ننتظر الحركة القضائية ، ننتظر إرتفاع مستوي العيش و دعم الحريات و إستقلال فعلي للقضاء نُفاخر به بين الأمم .

أبوهشيمة ؛ كتبت في الأشهر الماضية مئات الأوراق و أتلفت المئات ، أنتظر قرارا من وكيل الجمهورية بفتح بحث تحقيقي كنت قد طلبته منذ مدة طويلة ، هو الشئ الوحيد الذي أنتظره و لا يأس ، أما سيادته فإنقطع منه الرجاء ، كمن يطلب من إبليس شفاعة يوم القيامة ليدخل الجنة ؛ مجنون من ينتظر من الشيطان شفاعة عند الرب ، و الرب يغضب حتي من ظلم إبليس .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات