تابعت البارحة شوطا إضافيا في برنامج تلفزي وليس من مقابلة كرة قدم

مقدمة البرنامج، ملاك بكاري، قطعت الكلمة عن الجميع وأعلنت نهاية البرنامج، ثم فجأة تراجعت وسمحت لأحد الضيوف بأن يضيف تعليقا، وفي الإبان أشارت بيدها لرياض جراد حتى يفتح هاتفه، فشرع هو في قراءة أوامر وصلته على هاتفه. وبسبب فهمه البطيئ، اضطرت ملاك البكاري إلى أن تضيع دقيقتين من الوقت حتى يفهم جراد الأوامر التي وصلته على الواتساب من صاحب القناة.

بعد دقيقتين، وبعد 3 إشارات باليد من قبل ملاك بكاري، وارتباك واضح من قبل المخرج الذي كان بصدد إطلاق جينيريك النهاية، وجه جراد سؤالا لنائب رئيس الهيئة العليا للانتخابات، فاروق بوعسكر، حول دور شركة انستالينغو في التأثير على نتائج انتخابات 2019، وما إذا كانت الهيئة قد بحثت أو تابعت هذا الملف.

ملاحظة: طبعا السؤال جاء في الوقت الضائع لأن ساعات البث الخاصة بهذه القناة ممولة من قبل قوى أجنبية لخدمة أجندات سياسية وثقافية معينة وليس لخدمة أهواء صاحب القناة وشقيقه.

ما أفهمه من هذا التصرف هو أن عمر جنيح وشقيقه حسين جنيح يصران إلحاحا على أن أكتب وأفضح الوفاق الإجرامي الذي عمل داخل غرف فندق الموفمبيك في مدينة سوسة، والذي ارتكب جريمة تلفيق تهم وإيهام بجرائم ضد شركة إنستالينغو، وتسبب في إهدار أضعاف مضاعفة من ميزانية إنستالينغو ولكن ليس من مال إنستالينغو ولا من مال حسين وعمر جنيح وإنما من المال العام للدولة التونسية التي سُخرت أعتى مؤسساتها وخيرة رجالها طيلة أشهر طويلة للتنقيب عن ابرة لا وجود لها في كومة القش.

نائب رئيس هيئة الانتخابات لم يفهم السؤال الذي طرح عليه، ولا ماهية قضية إنستالينغو، لذلك أجاب بأن القضية حدثت في أواخر 2021 ولا علاقة لها بانتخابات 2019، وأنا متطوع هنا لأفسر له وللجميع لُبّ قضية إنستالينغو، وهو وسواس ينهش دماغ حسين جنيح، ناتج عن إيمان حسين جنيح بأن إنستالينغو مسؤولة عن تحطم مستقبله السياسي إلى الأبد.

في الواقع، حسين جنيح وشقيقه عمر جنيح أنفقوا مليارات المليمات من أموال العائلة على الحملة الانتخابية ليوسف الشاهد، معتقدين أن يوسف الشاهد سيصبح رئيسا للجمهورية، وأن حسين جنيح سيصبح رئيس أكبر كتلة في البرلمان وسيعقد توافقا جديدا مع حركة النهضة، تكون له فيه فرصة تعيين أحد أصدقائه في منصب رئيس الوزراء ليبدأ شقيقه عمر جنيح جني العمولات والصفقات. غير أن حلمه هذا تحطم وتحطم معه مستقبله السياسي إلى الأبد بعد ظهور المرشح عبد الكريم الزبيدي وبعد تقدم حزب قلب تونس في الانتخابات التشريعية على حساب حزب تحيا تونس (حزب يوسف الشاهد).

دخل حينها حسين جنيح في حالة اكتئاب حاد يمكن اعطاؤه تسمية "Instalingo Syndrome"، فهو يحمل إنستالينغو مسؤولية ظهور عبد الكريم الزبيدي في الانتخابات الرئاسية، ومسؤولية تقدم حزب قلب تونس وتراجع حزب تحيا تونس في التشريعية، فضلا عن أشياء أخرى كثيرة. ولكنه لم يكن قادرا على أن يخرج للعلن أو أن يذهب للقضاء ليحاكمنا بناء على تهيؤاته وكوابيسه، لذلك جمع وشقيقه إلى جانبهما أرذل ما عرفت تونس من سقط المتاع ورعاع القوم من المتسلقة والسوقة والمتردية والنطيحة وما *** السبع، وبدؤوا منذ 2019 في البحث عن تخريجة لضرب شركة إنستالينغو.

الجهة الأولى التي أرادوا إحداث الوقيعة بينها وبين إنستالينغو هي حزب حركة النهضة، حيث بدأ هذا المتزلف، في أواخر 2019، في تحريض قيادات من حركة النهضة ضد شركة إنستالينغو، مدعيا أن الشركة تعمل لصالح وزير الدفاع السابق، عبد الكريم الزبيدي، ولصالح رجل الأعمال، كمال اللطيف، وأن الشركة هي سبب خسارة مرشح الحركة في الانتخابات الرئاسية، عبد الفتاح مورو، غير أن نميمة حسين جنيح لم تؤتي أكلها.

الجهة الثانية التي أرادوا استخدامها لضرب شركة إنستالينغو هي حزب تحيا تونس، وبالتحديد رئيس الوزراء الأسبق يوسف الشاهد، حيث بدؤوا في الوسوسة لديه ولدى فريقه بأن شركة إنستالينغو هي المسؤولة على خسارته في الانتخابات الرئاسية وتراجعه في التشريعة، غير أن خروج الأخير من السلطة في بدايات 2020 فضلا عن عدم إصغائه لتخاريفهم جعلهم يغيرون الخطة، ليبدؤوا عملية الإيهام بوجود استهداف لمؤسسة الرئاسة.

بدأت مساعي الوقيعة بين إنستالينغو ورئاسة الجمهورية منذ منتصف سنة 2020، حيث رأى حسين جنيح وشقيقه عمر جنيح أن الجهة الأقوى في السلطة هي رئاسة الجمهورية وأن تحريضها ضد إنستالينغو سيؤتي أكله، ورغم أنهم نجحوا في إقناع بعض الأفراد في مؤسسات الدولة بخرافتهم، فإن مهاجمة رئيس الجمهورية على الفايسبوك لم يكن سببا كافيا لملاحقة شركة إنستالينغو، ومن هناك جاءت فكرة "التخابر مع تركيا" وفكرة "التجسس" وما إلى ذلك من أفكار غبية، كان آخرها وأكثرها غباء وجهلا ورجعية وتخلفا فكرة "عندهم بيتكوين"، وهو لعمري شيء تندى له الجباه.

لمزيد المتاجرة باسم رئيس الجمهورية ولتحريض الأصدقاء في فرنسا على تحريك ملف إنستالينغو، نشر الأخوين عمر وحسين جنيح مقالا باللغة الفرنسية، على موقع kapitalis، جاء فيه أن المحتوى الذي تنتجه الشركة فيه ما يصف رئيس الجمهورية بمرض معين، لتكون صحيفة kapitalis وبإيعاز مباشر من عمر وحسين جنيح، أول منصة إعلامية في تونس وفي الخارج تدعي هكذا إدعاء في حق رئيس الجمهورية على العلن.

خاصة وأن كل المحتويات التي أنتجتها إنستالينغو لم يحصل أبدا أن ذكر فيها شيء من هذا القبيل، لا في حق رئيس الجمهورية ولا في حق أي ذات بشرية، ومن يعرفني يعرف مدى قدرتي على التمييز بين الخلاف السياسي والأدوار التي يقوم بها كل واحد من البشر، وبين حرمة الذات البشرية وحرمة المس منها وحرمة السخرية من كل شي بشري أو مجرد ذكره على أنه عائق، فضلا عن رفضي المبدئي لكل أشكال العنصرية المقيتة أو الخفيفة، على خلاف حسين جنيح المليئ بمثل هذه العقد وخاصة عقدة الانتماء الجهوي التي تؤرقه ليلا نهارا وتدخله في حالات هيستيريا كلما ذكرت أمامه.

ثم جاءت 25 جويلية، ليستغل عمر وحسين جنيح الأوضاع الاستثنائية ويحركوا بعض الأنذال الذين اخترقوا من خلالهم الدولة التونسية ويفعلوا ما فعلوا تحت كذبة الذود عن رئيس الجمهورية وعن مؤسسة رئاسة الجمهورية وعن الدولة التونسية شخصيا، وكل هؤلائك أبرياء من عمر وحسين جنيح وممن تبعهم من الأنذال، وقد بينت التحقيقات والأحداث لكل من اطلع على ملف إنستالينغو حجم السخافة وهون الأكاذيب التي أقيمت عليها القضية.

اليوم بدأنا الحديث عن واقع الوفاق الإجرامي الذي أداره حسين وعمر جنيح ضد شركة إنستالينغو وكيفية تأليب مختلف الأطراف بالكذب والزيف والبهتان. غدا وفي الأيام والأشهر القادمة، سنتحدث مطولا عن حقائق كل عناصر هذا الوفاق، تاريخهم الأسود، وجرائمهم، وخاصة عن الأسباب الحقيقية لاستهدافهم لإنستالينغو، ولازال أمامنا عشرات المقالات وقائمة طويلة من المعطيات والمعلومات والملفات الساخنة، ولازال النفس طويلا… بإذن الله.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات