انتخابات قادمة في محراب الشعبوية

Photo

بعد اقتراب غلق العقد الأول من الحراك الاجتماعي الحاصل في تونس، و بتعدد المحطات الانتخابية بتونس كتعبير على هامش الحرية الذي تعرفه البلاد، كان الاعتقاد أن بمرور هذه السنوات سيعرف المشهد السياسي الاستقرار و معه ستتقلص معه مظاهر الشعبوية السياسية و العنتريات الفاشلة.

لكن أظهر بالكاشف أن الانتخابات القادمة ان تخرج عن هذا السياق بل قد تكون مرآة عاكسة لتدهور مستوى المشهد السياسي و تشتته مما أدى لظهور أصوات جديدة بلا كاريزما أو تاريخ سياسي و نضالي مسبوق.

العديد من المدارس الفكرية و السياسيه ذات بعد تاريخي لم تقدر عن مجابهة التحولات الجديدة التي تعيشها تونس منذ تسعة سنوات و غرقت في مستنقع الفشل و الرفض الجامعي و زادت الصراعات الداخلية الطين بلة لتعلن دخول هذه التيارات في حالة موت سريري في انتظار لحظة الإعلان عن الرحيل و الزوال النهائي.

المنظومة القديمة بإرثها التجمعي بالرغم من عملية الإحياء التي عرفتها بعدم سن قانون العزل السياسي إبان الثورة و تشكلها من جديد بمظهر خارجي لا يغيير من محتواه الداخلي الذي مازال يحن إلى الماضي المستبد،فإن بدورها عجزت عن تسويق نفسها من جديد و كان التفكك و التششت مصيرها بطريقة كوميدية و حتى محاولات التأسيس الثانية و الممثل في حركة تحيا تونس فإنها على ما يبدو تعرف الفشل المبكر رغم مكابرة مؤسسيها و أصبحت عمليات سبر الأراء صداع مزمن لهم بعد تراجع شعبيتهم لدي الجمهور التونسي.

في خضم انحلال المشهد و فشل الجميع تقريبا من أحزاب حكم و معارضة في اقناع التونسيين بجدى العمل السياسي و قدرتهم على النهوض بالبلاد و انقاذهم من مطبات العجز الاقتصادي و التناحر الاجتماعي، ظهر على السطح شخصيات كرتونية استغلت قبح هذا المشهد لتظهر بثوب المنقذ و ذلك لاعتمادهم على خطاب شعبوي و مقيت اعتبره البعض أفضل وسيلة لمعاقبة الآخرين و البحث عن بديل جديد و إن كان لا يحمل في جرابه الحل المنشود.

مع قرب الانتخابات أصبح الأمر محبط جدا و مريب للأسف و تحول الخوف من المستقبل شي غير مفروغ منه عندما تصبح البلاد في خطر من العابثين و الفاشلين و التجربة الديمقراطية بدورها تعرف التشكيك عندما تبعث بالشعبويين لسدة القرار و الحكم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات