من وحي " لمن يجرؤ فقط " : الشيخ مورو

Photo

بالنّسبة لمن شاهدوا الليلة عبد الفتّاح مورو .. أقول لهم : الرجل له طبعا قراءة سياسيّة أختلف فيها معه و أوافقه على بعضها .. لكن صادقا لا يعنيني ذلك مطلقا .. بل أصلا لم يكن الخطاب السياسي بالأساس من دفعني لإنتخاب النهضة و المرزوقي ..

إنّما هي روحانيّة المحبّة .

أعرف سيقفز كثيرون و يقولون : عبد الفتّاح مورو إستثناء في النهضة و لا يمثّل الخطّ العام للنّهضة .. إلخ .. فأقول : إذن لم تعرفوا النّهضة مطلقا .

لقد إخترتُ النهضة حزبا و المرزوقي رئيسا ليس بالأساس من أجل خطّ سياسي إلّا إذا فهمنا خطّ المحبّة و الأخلاق و القيم هو الخطّ السياسي الحقيقي.

لربّما كان الشّيخ مورو أكثر عفويّة في التّعبير عن روحانية الحب و الدّفع بالّتي هي أحسن .. و لكن تلك الروحانية هي الأساس المتين الّذي تقوم عليه النهضة في مجملها .. و لعلّ النّاس لا يعرفون أنّ الشيخ راشد الغنوشي مثلا مسكون تماما بمثل تلك الروح العميقة للمحبة و التسامح و الرقّة رغم ما يبدو عليه من حزم و صلابة فرضتها عليه سنوات المحنة و مهمّة القيادة لتيّار وطني يتعرّض لمؤامرات كونية لو مرّت ذرّة منها على هذه الأحزاب المغرورة و الفارغة لجعلتها غبارا تتقاذفه الرّياح .

صراحة لم أنتخب النهضة الحزب السياسي .. لكن إنتخبت النهضة تاريخ الألم و أنا متعاطف بطبعي مع كل المأساويين في العالم .. إنتخبت النهضة الأخلاق فالنّاس يتصوّرون الأمر عاديّا أن يعيش الإنسان كل تلك المحن في السجن و المنفى و التعذيب ثم يكون أكثر الناس هدوءا و رصانة و ثباتا .. و لقد رأيت فيهم صفات لا يفهمها الواقع التونسي المرير : الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الدّافعين بالّتي هي أحسن و الخافضين جناح الذلّ للوطن .

عبد الفتاح مورو .. قدّم الليلة صورة ناصعة عن روحانيّة الحب الّتي أكتب عنها كل يوم .. في حين قدّم الأبله حسونة المصباحي صورة تعيسة للحداثيّين يسارا و تجمّعا من المعادين لخطاب الهوية و المتحفّزين دوما للشّتيمة و الإهانة و التهم الباطلة و يفيض من قلوبهم حيثما ذهبوا سموم الحقد و الضغينة ..

لقد بكى الشّيخ مورو و تلك هي روحانية الإسلاميين : دموعهم دوما على حافّة المطر .. و قلوبهم ترتعش أبدا بالمحبة .. فلقد ربّاهم القرآن .. و ربّتهم المساجد .. فقولوا لي بربّكم : هؤلاء المزايدين على الإسلاميين في كلّ شيء أين تربّوا و أين إكتسبوا الأخلاق و المحبة و السموّ الروحي ؟؟؟

ذات يوم بعيد .. ذهب الناس ليختاروا الهيلاهوبّا .. فآنتخبوا روحانيّة حسونة المصباحي.

ذات يوم بعيد .. ذهبتُ و أهلي و أحبابي لنختار دموع مورو .. و حكمة الغنوشي .. و صمود المرزوقي .. فآنتخبنا المحبة .. و آخترنا الوطن .



Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات