في آفاق الحلّ الوطني

Photo

لم أعد أميل للحديث في السياسة لأنّني أخاف الوقوع في العدميّة السياسيّة: الغرق في التّنظير والتّفكيك والتّحليل والنّقد دون الولوج إلى الواقع السياسي الحقيقي فعلا وتغييرا وتأثيرا .

لكن يهمّني أن أؤكّد ها هنا ما يلي :

- لا وجود لحلّ سياسي دون إعلام بديل.. إعلام شعبي.. ثوري.. ينافس بجديّة تامة على نسب المشاهدة.. كيف نصنع ذلك؟؟ هنا تكمن العبقريّة الحقيقية.. والثورة لا بدّ لها من عباقرة وحكماء وما أغناها عن الحماسة و"التّنبير" .

- لا وجود لإعلام بديل دون وجود ثقافة جديدة.. وبالتّالي لا بدّ لنا من مؤسّسة أو جماعة كبيرة من الأجيال الجديدة للنّخب الوطنية الّتي لا بدّ لها وأن تقدّم لنا رؤية أخرى للعالم وللسياسة وللإنسان.. المثقّف الحرّ في نظري هو من يقف على ناصية الشارع ويقول للجمهور بثقة تامّة : من هنا الطريق للحقيقة ..

- لا وجود لثقافة جديدة دون وجود للذّكاء والشّجاعة.. ذكاء المثقّف الأصيل القادر على مغادرة سجون الإيديولوجيا وأوحال العولمة ليفتح الآفاق ويحرث الأراضي المنسيّة ما وراء الواقعي والتاريخي والحتميّ.. والشجاعة على إبتكار المبادرة ونكران الذات والمضيّ قدما دون رجوع بين ألغام العالم المريض وفخاخ الذات النرجسية .

لذلك كلّه طرحت مرارا فكرة "البدائل الثوريّة".. فإنّ ما نحتاجه اليوم وليس نحن فقط.. بل كلّ العالم.. هو مفكّرين آخرين.. فرسانا من طراز جديد تعشقهم الحقيقة لأنّهم لا يلعبون معها تلك الألاعيب البالية ولا يتودّدون لها بمكر قديم قد مضى زمنه ولا يعرفون النفاق والتزلّف والخوف.. فإنّي سأزيد كثيرا على ما قاله نيتشه فأقول: تريد الحقيقة اليوم فارسا شجاعا.. ومقاتلا لا يلين.. لا يطلب يدها من السلطان ولا من تراث الفلسفة بل يقتحم عليها غرفتها ليخطفها على مرأى من العالم..

ذاك وحده ما يُسعد أنثى جميلة ورائعة ومقهورة إسمها: الحقيقة .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات