يحاول النقابيون العرب في الغرب التأثير على النقابات التي يناضلون داخلها ولكن هذا لا يعطي نتائج ، لأسباب كثيرة ليس هنا مجال شرحها ، ولا بد الآن من طلب تأثير النقابات العربية المنظم والمباشر على النقابات الغربية .

و في تونس ، نتساءل هل يمكن الحديث عن كتلة يسارية متجانسة بعد اليوم ؟ وهل قام اليسار بمراجعات تذكر؟ ولماذا انقسم ، وهو الذي يفترض ان يحمل نفس القيم ،بين مساند متحمس للسلطة وصدى لكل اجراءاتها وبين معارض شرس لها ؟ واين هو من قيم الحداثة في الحرية والديمقراطية وكل المفاهيم الانسانية؟

لا جديد، في ما يجري بسوريا، طالما المعتقلون ما زالوا معتقلين، وطالما مثقفو النظام احترفوا الصمت، والموالون احترفوا الضجيج.

قد يبدو غريبا أن الجيل الجديد كان أكثر وعيا ممن سبقه في فهم أبجديات صناعة الأصدقاء، وإعادة صياغة مشاهد القهر لإبراز البطولة فيها، …

الأخطر من ذلك أن يكون هؤلاء -كما يعبرون عن ذلك- هم أنصار رئيس الجمهورية، والذين يدافعون عن نظافته بأوساخهم، وهم يذكرون فقط بميليشيات التجمع التي استعملت كل الوسائل من أجل أن تهين التونسيين وترهبهم. والأكيد أن الكثير منهم كانوا ضمنها.

فالوزارة خطة سياسية وتنفيذ برامج حكومية... وليست مهنة أو عمل إداري... وهذا الخلط المقصود الذي سوقوه لنا منذ الثورة من بين الأسباب التي أدت إلى غياب المشاريع الحكومية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية والرياضية.. وعجز عن استشراف مستقبل البلاد...وهو من بين أسباب تأزم

فمن الأسلم الان ودون تأجيل - ولكن دون جزع ما أمكن- توقع الأسوأ والاحتياط له بالتعويل على الشعب وشبابه ونخبه الوطنية عوض التعويل على تفاؤل لا مؤشرات تدل عليه لا زمنيا ولا دوليا من هنا إلى نهاية السنة تقريبا على الأقل من حيث التداعيات الصحية والاقتصادية.