"تقدميو دوارنا ":

بكري في اعراف القبيلة واسبار الدوار المتخلفة، كانت كي مرا يشدها راجلها يعطيها طريحة ويكسرلها ضلعة والا اثنين على أتفه الأسباب، ما يخلوهاش تشكي بيه بدعوى انو عيب وفضيحة وما يجيش تشكي ببو ضغارها" و"المصارن في الكرش تتعارك" و"عارنا يقعد في دارنا" وهات من هاك الأمثلة المتخلفة والعادات البايدة…

هالايامات بعض" تقدميي الدوار"المتأثرين بثقافة الشعبوية المخادعة يسكتو على كل التجاوزات والاهانات والظلم والايقافات اللي تمس بني وطنهم والادهى يشمتوا فيهم، وما تتحرك فيهم "شعرة معاوية" وحسهم الوطني-القبلي ونغرتهم على البلاد كان وقت تجي مساندة من برة والا كلمة حق قالتها نقابات والا منظمات اجنبية، على خاطر في بالهم اللي العالم والدول الأخرى نهار كامل يتامروا علينا وحاسديننا على مكاسبنا الكثيرة وافكارنا النيرة، في الوقت اللي العالم يحس اللي حالنا ، على كل المستويات، يسخّف وأحيانا يبكي…

ياسادة ، راهو الوطن مش حوش تسكروها علينا والا قبيلة تحددوا اعرافها الخاصة و تعسوا علينا نطبقوها والا لا ، نحن نعيش في عالم مفتوح نتقاسم مع الخارج مبادئ وقيم سامية ومنها مشاعر التضامن الانساني . والا انا غالط؟

ضبابية ان تكون يساريا اليوم :

في العقود الاخيرة وخاصة بعد انتفاضة ماي 1968 ، أعادت كثير من القوى اليسارية في أوروبا النظر في عديد المسلمات ونأت بنفسها عن عديد الأفكار القاطعة ، وان ظل تحقيق العدالة الاجتماعية ومعاداة الاستعمار والامبريالية من أهم شعاراتها الا انها انتبهت الى اهمية الحرية الفردية والجماعية والعيش المشترك والديمقراطية والمساواة بين الجنسين ورد الاعتبار للإنسان كفرد و قيمة مقدسة لذاتها…

جلّ اليسار العربي الذي استبطن ثقافة ابوية خانقة وترعرع في واقع الاستبداد السياسي المتغطرس وانغمس في ايديولوجية قاطعة ورافضة للتغيير لم يقدر على استيعاب كل هذه المفاهيم وظل في ثنائيته القديمة، يحمل حقائق مطلقة واستعداء للاختلاف وشعارات محنطة ، لذلك تجده احيانا مساندا لاعتى الديكتاتوريات اليمينية قبل ان يطاله قمعها ورافضا لكل تجدد او تطور وغير معني بقيم استوعبتها الانسانية المستنيرة منذ اكثر من سبعة عقود، مثل الديمقراطية والمساواة بين البشر واولوية الحرية الفردية وقدسيتها.

و في تونس ، نتساءل هل يمكن الحديث عن كتلة يسارية متجانسة بعد اليوم ؟ وهل قام اليسار بمراجعات تذكر؟ ولماذا انقسم ، وهو الذي يفترض ان يحمل نفس القيم ،بين مساند متحمس للسلطة وصدى لكل اجراءاتها وبين معارض شرس لها ؟ واين هو من قيم الحداثة في الحرية والديمقراطية وكل المفاهيم الانسانية؟

غدا ستشرق شمس الحرية

اعتقادي ان الثورات، في مجملها، تعرف ثلاث فترات:

- اللحظة الثورية: هي استثنائية بكل المقاييس الأخلاقية، لما تفرزه من قيم إنسانية نبيلة: (التضحية والتضامن والحلم المشترك،) وهي لحظة "انتشاء الإرادة " التي تقطع (ظرفيا) مع سيرورة الثقافة الجمعية وكسلها واعاقاتها،

- الارتداد: يعود المجتمع بعد ذلك، رويدا رويدا، الى امراضه وعقده الموروثة، اذ تطغى عليه الانتهازية واليأس وكل المشاعر السلبية (الحقد والانتقام والتشفي) والكسل الفكري لينتج سلطة تستجيب لمزاجه العام، وتظل فئة عنيدة وصعبة المراس خارج النسق الجمعي، متمسكة بالبعد الأخلاقي للثورة، فتواجه قمع السلطة بإسناد من قاع المجتمع، ليبقى تأثيرها بطيئا ومحدودا، لكنه فارق،

- الفرز: وهي فترة قلب الموازين واسترجاع اللحظة الثورية وبريق سرديتها ، الفترة التي يتصالح فيها المجتمع مع ذاته ويقبل باختلافاته ، حينها ينصف التاريخ رواد الحلم المشترك ومريديه، أحياء كانوا ام موتى.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات