سنبقى نراهن على الفكرة فكل رهان آخر هو رهان خاسر…

Photo

طيب..هنالك من هو منزعج من هذه المبادرة و مما بلغته من خطوات متقدمة في تقريب وجهات النظر بعد أن تعثرت المشاورات..من حقه أن ينزعج، أن ينقد و لكن حين ينفلت هذا الانزعاج و النقد من عقاله و يتحول إلى حملات تشويه و حط من قيمة من بادر لمجرد كونه يختلف سياسيا معهم فحينها يجب أن نصف الأمر بأنه حقد مكشوف على المسار برمته من خلال النيل ممن بادر و وصمه بأنه كانت له مآرب سلطوية دفعته لقيادة المبادرة..

لا يا عزيزي لازال هناك من يراهن على استمرار المسار الديمقراطي..مسار مكافحة الفساد و القطع مع القديم..مسار الاصطفاف وراء شعب يسعى للتغيير و الإصلاح..نعم هناك من هو مستعد لخوض معاركه بشرف و تعفف دون جني أي مقابل..نعم هنالك من يمارس الفعل السياسي دون أن تحركه أي مغريات تماما كما مارسها منذ عقود كتابة في الصحف والمجلات قبل الثورة و بعدها في المنابر التلفزية و على المواقع الالكترونية..

نعم هنالك من يراهن على ضرورة أن تتقدم البلاد و تنجز فيبحث عن مشروع يجمع و يبني الوطن دون أن يكون شريك حكم و دون أن يصيب أي غنيمة..

من المؤكد أن من كان يفرق و ينشر الكراهية و العداء بين أبناء هذا الشعب..من كان يجرم مسار الانتقال الديمقراطي و ينفث سمومه في كل مكان بسبب ثورة حرمته من نعيم كان يغدقه عليه ولي نعمته سيصاب بالدهشة سيختلق ما أمكن من أكاذيب ليرذل هذا المسعى و يشوه أصحابه..

كانوا يراهنون دوما على الاحتراب و الاقتتال..كانوا يراهنون دوما على بث التفرقة و الانقسام لذلك تحرجهم كل مساعي التسوية..إنهم نخبة التخريب لا نخبة البناء انهم إعلاميو الاحتراب و المعارك القذرة..إنهم انتهازيون كما كانوا زمن ولي النعمة أيام لعقوا الأحذية و لمعوا صور المستبدين..أيام كانوا يستجدون الهبات و يرتقون في سلم البحث الأكاديمي لقاء هتك الأعراض و التشويه و صحف صفراء يملؤون بياض صفحاتها بألفاظ المناشدة و تخوين المعارضة الوطنية.. كانوا يراهنون أن قدر هذا البلد مقترن بالحكم مع الفساد و التسوية مع المنظومة..

لذلك تحرجهم مبادرات التجميع تحت سقف الثورة والانتقال الديمقراطي. لأن هذه المبادرات تقطع الطريق أمام استثمارهم الرخيص في أجواء الاحتراب والاستقطابات الايديولوجية..

كانوا دوما كلاب حراسة و سيبقون كذلك لا تتوقع منهم أن يكونوا شركاء في الإنجاز و البناء لا سياسيا و لا فكريا و لا ثقافيا فسفنهم لا تبحر في أجواء التأسيس العقلاني و الحوار الهادئ و البناء فلا يريدون غير عواصف الدم و الاحتراب حتى يضحكوا و يبخسوا مسارا تاريخيا انخرطت فيه البلاد منذ اندلاع الثورة..يأبون تعديل ساعاتهم على هذا الزمن..زمن وجدنا فيه من يبادر و يسعى دون أن يفرك يديه ليقايض على منصب..

قد تنجح الحكومة في الإنجاز و قد تفشل..قد تكون في مستوى تطلعات من بادر و قد تخيب الظن..و لكننا لن نتوب عن هذا الخط و عن هذا المسار..لن نلعن الثورة و لن نجرم سياقات التاريخ التي أوصلتنا إلى لحظات فارقة عشناها بشغف..فكنا نقرأ و نكتب و نتابع الشأن العام و تخنقنا الغصة حين نرى مسارنا يتعثر و نفرح حين نراه يتقدم و ترجح كفته.. ما الذي كان يحركنا؟ ما الذي سنجنيه من الانشغال بالشأن العام و متابعة أدق تفاصيله نعم ذاك الشغف الرومانسي الحالم الذي يحركنا كشباب..لأننا تربينا في حجر هؤلاء..نعم قد يكبرون، يصيبون، يخطئون لكن لازالوا شرفاء في حبهم لهذا الوطن..كهول لم يتوبوا بعد عن أحلامهم..

كفوا ألسنتكم فإنكم تتعرون أكثر فأكثر وتكشفون أحقادا دفينة وتجعلوننا نضحك لأننا نعرف هؤلاء الذين تشوهونهم جيدا لأننا كنا نوجه لهم ذات السؤال ونقول لهم "ماذا جنيتم من الشأن العام منذ عقود غير الإرهاق و هذا التشويه؟" فكانوا يجيبون بعناد كهول لم تتب عن أحلامها" يجب أن تكمل البلاد مسارها نحو ديمقراطية راسخة..و يجب أن نبقى معبرين عن الفكرة التي ندفع ثمنها لا التي نقبض مقابلا من أجلها"

اعذروهم لازال ذاك الشغف الرومانسي الذي يسكننا اليوم كشباب يسكنهم كذلك رغم العقود و السنوات المتعاقبة..لازالوا يتلذذون ذات الخناجر التي غرسها و يغرسها الناعقون،و لا يكترثون لها، يا رب، "ما أكبر الفكرة، ما أضيق الدولة" لم يعجز البعض عن إدراك ذلك ؟

سنبقى نراهن على الفكرة فكل رهان آخر هو رهان خاسر.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات