نبيل القروي...الرداءة

Photo

محاولة رخيصة لاستحضار ذات الاستقطابات الايديولوجية بين 2011 و 2013 عبر التخويف من الإسلام السياسي و تغوله. ما يجب أن يفهمه نبيل أن السياقات اليوم قد اختلفت و أن الفرز اليوم خاضع لمعايير أخرى مغايرة تماما لما كان سائدا في انتخابات 2014.

لعل أكثر ما يعبر على الخطاب الذي قدمه نبيل القروي هو مصطلح "اغتراب القيم"..ان يتحول نبيل القروي إلى ممثل العائلة التقدمية و فارس الحداثة و كأننا إزاء ديكارت عصره لهو في حقيقة الأمر اغتراب قيمي و تحيل مفهومي يثبت رداءة هذا الرجل.

هذا الشخص يواصل السطو على معجم فكري هو أبعد ما يكون عنه..انت لا يمكن أن تمثل الحداثة لأنك أبعد ما تكون عن قيم الثورة و الديمقراطية..نعم الحداثة تعني الإيمان بقيم الديمقراطية و الانتصار لمبادىء الثورة..فمفاهيم الثورة و الديمقراطية هي إحدى إرهاصات الحداثة أما أنت فقد كنت لسنوات طويلة أحد أذرع المنظومة الإعلامية للنظام النوفمبري..هذه المنظومة التي انخرطت في التمييع و تسطيح الوعي و التسويق لانجازات "بوك الحنين"..

انت لا يمكن أن تمثل العائلة اليسارية و لا يمكن لحزبك أن يكون حاملا لأفكار يسارية لأنك مثلت طوال سنوات خط الانبطاح لعولمة مصنوعة في مخابر ليبرالية متوحشة تمحق الخصوصيات و تخضعنا لنمط مجتمعي يصنعه "عبيد الرجل الأبيض" كما وصفهم هنتغتون..في حين أن جوهر اليسار انتصار لهوية تحمينا من عولمة تجردنا من خصوصياتنا.

انت تحاول العودة لذات الاستقطابات و تحاول الاستحواذ على مفاهيم و شعارات كنت لسنوات طويلة تمثل نقضيها الفكري و السياسي..

كف عن تخويفنا بهذه الطرق الرخيصة فصناديق الاقتراع أثبتت أننا لا نخاف و أن هذا الشعب قادر على وضع الجميع في حجمه.

من نكبات الدهر أن يتحول أمثالك لحماة قيم الحداثة و الحرية. اللعنة على هذا الفراغ السياسي الكبير الذي جعلك تنتصب رمزا للحداثة و ممثلا للخط الوسطي الحداثي.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات