هذا ملخص مذكرة التفاهم بين تونس والاتحاد الأوروبي... 90 % من المذكرة قديم ومضمن في اتفاقيات سابقة...وال10% المتبقية تتعلق بمكافحة الهجرة وهي الهدف من هذه المذكرة..هدف تلهث وراءه الايطالية اليمينية المتطرفة ميلوني لابراز تطبيقها لوعودها الانتخابية والراديكالي اليميني الهولندي مارك روت الذي تصدعت حكومته بسبب موضوع الهجرة (وهنا نتساءل عن سر تواجد رئيسي حكومتين يمينيتن متطرفتين وراء الاتفاق دون بقية الحكومات!!)…
الاغرب من ذلك أن نص المذكرة تضمن أنه لم يتم الاتفاق بعد على العناصر الأساسية لآليات مكافحة الهجرة ..وان الأمر في طور التفاوض ..هكذا!!! اذن ما هو الداعي للإسراع او التسرع في الاعلان عن اتفاق لا يزال في أهم نقطة منه في طور التفاوض.. فيما بقية النقاط ليست بالجديدة !؟؟
اعتقد ان السبب عن اعلان الزواج قبل البناء ..كما يقال..هو تسجيل نقاط سياسية للأطراف لاعتبارات داخلية لكل منها (ترميم وضع الحكومة الهولندية داخليا المتصدعة بسبب خلافات حول الهجرة...ظهور ميلوني بمظهر الوفية لوعودها الانتخابية بوضع حد للهجرة...وبالنسبة لتونس ازمة صفاقس تقتضي تفاعلا تأخر حصوله ..)..
المحصلة أن أوربا لا تزال تعمل وفق قاعدة .."نعم لحرية انتقال سلعنا إلى الحوض الجنوبي للمتوسط مقابل غلق الحدود في وجوه البشر من أبناء القارة السمراء..."... كما ان نص الاتفاق بخصوص سياسة الهجرة وفتح الباب أمام الكفاءات في مجال المعلوماتية فقط، يذكرنا بمشروع ساركوزي حول الهجرة الانتقائية ...اي استنزاف الادمغة …
وخلافا لما يردده بعض المطبلين، المقاربة التونسية هذه المرة تبنت افكار الاحزاب اليمينية الاوروبية...التي ترى الحل في غلق الحدود ...يرافقه "التكوين المهني والاستثمار في بلد المصدر..."وهم يعلمون جيدا أن خزينة أوربا بصدد التآكل بسبب الحرب الروسية الإوكرانية...وان من يتحدث عن استثمار اوروبي في مالي والنيجر والغابون والسودان مثلا.(بلدان المصدر ) لتثبيت المهاجرين ..انما يضحك على الذقون…