رغم مزاعم خطورة الملفّ الّتي تفترِض السّرعة و الجديّة .. كان قاضي التّحقيق منذ البداية ماخذ راحته .. يبحث و يستقرى في عقل عقله .. و كل مرّة يقرّر التّمديد في فترة الإيقاف .. و يرفض الإفراج على أساس خطورة التّهم الموجّهة إليهم …

جوهر بن مبارك يخوض إضراب جوع وحشي لأنه تأكد نهائيا أن ملفه ليس قضائيا ولو بنسبة واحد في المائة، وأن قرار اعتقاله كان قرارا سياسيا، وأن مصيره أيضا يتوقف على قرار سياسي.

..هذه الدولة عندها عقلية "تجنن" من التسلط والتعسف والمنع والحرمان وجُرّ على بوشوشة ثم الدَّكان في السجون "من باب الاحتياط"، وهي تقاوم ببسالة للحفاظ على حق المنع والتجريم وتصنع قوانين تبدأ بـ "يمنع، يحجر، يعاقب بالسجن..."،

صورة سلبيَّة جدًّا على مستوى الشَّكل في غياب المضمون يقدِّمها وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة في حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة عن تونس، وبلادنا تواجه خطر الإرهاب الأعمى.. والعالم أجمع ينظر لتونس، ويعتبر ما حصل في جزيرة جربة "جريمة إرهابيَّة" مكتملة الأركان وليست مجرَّد "جريمة" و

من آخر السقطات الأخلاقية والسياسية لنظام الانقلاب أن ينعت قيس سعيّد معارضيه المعتقلين السياسيين منذ اعتقالهم بالإرهابيين دون انتظار أيّ حكم قضائي في الغرض

فالنظرة التي قدّمها برنامج «ما خفي أعظم» عن الارهاب في تونس، تأتي شديدة الأهميّة، ليس بحساب المحتوى، بل ما هو أخطر بكثير، أيّ أنّها فتحت(وليست المرّة الأولى) ملفات «مسكوتا عنها» في تونس، أيّ أنّ «نجاح» هذه القناة قائم على الفراغ المتروك لها من قبل وسائل الاعلام التونسيّة.

ما نعيشه اليوم في بلادنا أشبه بمشهد فيه واحد معتدي يلقي بالناس في مسبح من مكان مرتفع وأغلبهم ما يعرفش يعوم