اليعقوبي يتنفس الصعداء فعلا فرحا ب"صمود الانقلاب". وهو يعلم أن الانقلاب لم يصمد لأن الشعب ملتفّ حوله، بل تحميه الأجهزة الأمنية والعسكرية. ولا أظنه يتوهم للحظة أن هذه الأجهزة تتبنى الخزعبلات التي يرددها سعيّد. هو يدرك جيدا بنية هذه الأجهزة وطبيعة القرار السياسي الذي يقودها.

مقاومة الإسفاف والبذاءة مقدور عليها أمّا القمع إذا تمكّن فهو مؤشّر على العودة لبولسة الحياة العامّة …

البذاءة اللغوية ليست بذيئة الا لأنّ الحياة نفسها بذيئة وهذا للتفسير وليس للتبرير. انها وسيلة الأفراد و المجتمعات لمقاومة اللياقة اللغوية المسيطرة من خلال لغة تمكن من الصمود النفسي -اللغوي -الثقافي و من التعبير عن الرفض اللغوي الذكي -بطريقته - و اللاذع لتلك السيطرة …

مريم أو صوفي سابقا تحوّلت في نظر الغالبيّة السّاحقة من المعلقين الذين من بينهم شخصيات عامّة إلى عميلة ومجنونة وعجوز شمطاء ومبيضة للإرهاب لم تكن تستحقّ ما أنفق من أجل تحريرها من أموال وتدخّل عسكريّ وتنازلات سياسيّة ...

رجل بهذه المواصفات يسعه ان يحاور كبار الصحفيين كما اتفه الإعلاميين الذين يطلقون اسئلة اللمم و الرداءة والبذاءة، لكنه لن ينجح في حوار يتم تفخيخه بالفوضى الخلاقة، تلك منهجية قناة الحوار، التي تعتمد اغراق البرنامج بالصراخ والهرسلة وتخريبه بالمقاطعة، لذلك تجنب قيس حوارات السكر الواضح والعربدة فوق المناب

صناعة القرف تعود مع الانتخابات من خلال نوعية من المترشّحين لا صلة للباسهم بالمهمّشين ولا بالفقراء. ولا يمكن مقارنتهم من حيث المشروع السياسي الوطني برؤساء في أمريكا اللاتينية وغيرها انحازوا إلى الفئات الشعبية وارتدوا لباسها وتحدّثوا بلسانها. بعض المترشحين لباسهم أقرب إلى الهزء بكلّ شيء.