مهما يكن، فإن هذا كله لا يعني أنهم سينجحون، فالتاريخ يعلمنا أن لكل ظالم نهاية، فمن أوقفهم وردهم في سورية يستطيع أن يوقفهم ويردهم في لبنان وفلسطين!

والسؤال الآن: هل يكون هذا الإضراب إضراب تحرير السجناء أم يكون لتحريك وضع راكد فحسب، ودفع الانقلاب إلى إكمال إجراءات المحاكمة المتوقفة قبل استكمال أي مرحلة من مراحل التحقيق؟

...بالنظر لحالة الاستعصاء التاريخي الشامل التي يمر بها ما يسمى بالشعب التونسي طبيعيا/مناخيا وسياسيا وثقافيا، قررت البشرية إعادة هذا الشعب إلى مرحلة انتروبولوجية تناسب درجة معدل ذكائه العام. وبناءً عليه.. يتم إلغاء مرور هذا الشعب إلى الحقبة الحديثة من التاريخ البشري…

بما أنّ عددا من إدارات الدّولة و أجهزتها تشتغل كيما العصابات .. فليس إعتباطيا أن تختار مُداهمة البيوت أو ختطف المواطنين أو إيداعهم السّجون في الويكاند .. و ذلك حتى لا يتسنّى للعائلات أو المُحامين التدخّل آنيا و في الوقت المُناسب

لن تتحقّق الدّيمقراطيّة إلّا بعد اليأس الكامل والنّهائيّ من إمكانية أن تكون الدّكتاتورية حلّا لأزمات الواقع السياسي والاجتماعيّ ... والتيقّن من أنّ ما لم تحقّقه الدّيمقراطيّة المتعثّرة لن تحقّقه الدكتاتورية مهما تسلّحت بعناصر القوّة …

...كامل فريق التلفزة البريطانية - الذي كان منذ ايام في تغطية لإضراب الجوع بنادي القضاة بسكرة - لم يتمالك دموعه وهو يستمع من محمد الطاهر الكنزاري الى رواية بالغة التأثير (لم يسمعوا بها في حياتهم) عن معاناته الشخصية وشعوره بالقهر الذي يتقاسمه مع بقية زملائه المشمولين بقرارات الاعفاء الظالمة!

التضامن المطلق مع القضاة الذين أعلنوا اليوم الدخول في إضراب الجوع في مقدمتهم حمادي الرحماني أحد رموز معركة مكافحة الإفلات عن العقاب ضد القضاة المشبوهين الذين باعوا رسالتهم بأبخس الأثمان.