التكتيك الانجع : من الاستحقاق الى التوافق

Photo

تمسك رئيس حركة النهضة بتواجد قلب تونس هو دفع الى العودة الى نهج التوافقات التي حكمت تونس منذ الهيئة طويلة الاسم مرورا بالترويكا وحوار الرباعي وصولا الى "وثائق"قرطاج واختتاما بحوار الأحزاب زمن تشكيل حكومة الجملي.

التوافقات تلك كانت ظرفية خالية من المضمون ولم تزد عن تكتيكات مرحلية لا علاقة لها بما هو استراتيجي وخطوطه العريضة المتعلقة ب"ايديولوجيا الدولة و هويتها الاقتصادية" و المشاريع و البرامج العاجلة و متوسطة المدى التي تجعل ماهو استراتيجي جزءا من "ثقافة الشعب اليومية."

بقية الأحزاب ايضا تبحث عن توافقات على المقاس ولو كانت مع من تصفهم بالفاسدين. هذا النهج المعتمد كان ولا زال سبب هشاشة المشهد السياسي وكابوس التوانسة اذ انه بقي حكرا على اغلبية سياسية لا تمثل الاغلبيات الاجتماعية ولا تعبر عنها رغم تمتعها بالشرعية الانتخابية.

الواضح ان تذرر المجلس التشريعي عسر هذا التوافق وعقد الوصول الى اتفاقات محدودة في الزمان شرط توقيعها تأجيل الخلافات حول البرنامج الى حين وهو ما يزيد في عزلة النخب السياسية عن القاعدة الشعبية.

الياس الفخفاخ لن يبقى بعيدا في تشكيل حكومته عن خيار التوافق ولو ادى الامر الى صفقة سياسية كرشوة لقلب تونس حتى يؤمن مرور حكومته دون الحاجة الى أرضية مشروع صلبة مبنية على تصور تونس بعد عقد من الزمن.

ربما يكون الرأي القائل أن التوافق جنب تونس احترابا وجد له انصارا و مدافعين الى زمن قريب. لكن يجب الاعتراف أن التوافق هشش الحياة السياسية وعطل البحث عن " مشروع الدولة المستقبل" بل وحصن القوى التقليدية الاستبدادية والجماعات الانتهازية ومنحها فرصة المشاركة في بناء لا ترى مصلحتها فيه ولذلك تعمل على ابطائه بالمرور عبر ثقوب التوافق وشقوقه.

في المحصلة: الدفع الى التوافق هو التكتيك الوحيد امام احزاب معزولة اجتماعياً وان ادعت غير ذلك.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات