يشهد العالم حاليا إرتفاعا كبيرا في أسعار السماد حيث وصل سعر ال DAP، و هو سماد فسفاطي، المصّدر من المغرب (أكبر مصّدر لهذا السماد في العالم)، 900 دولار للطن بإرتفاع ب 200% مقارنة ب 2020، أما Urea المكونة من Ammonium أو مايسمى ب أمونيتر في تونس (تحمل النتروجان)، و هو سماد يتطلب كميات كبيرة من الطاقة لإنتاجه و خاصة الغاز الطبيعي ففاق سعره 900 دولار للطن للتصدير من روسيا دون كلفة الشحن و هي أكبر مصّدر لهذا السماد في العالم، بإرتفاع 350% مقارنة بسنة 2020 بسبب إرتفاع أسعار الغاز الطبيعي في العالم و إغلاق عديد معامل إنتاج السماد في أوروبا بسبب الخسائر المتأتية من إرتفاع فواتير الغاز الطبيعي.
يقدر إستعمال الأسمدة في العالم ب 300 مليون طن سنويا حسب منظمة الغذاء العالمية و يتطلب عادة هكتار من القمح في السنة 300كغ من السماد في السنة كمعدل للحصول على إنتاج جيّد. الزيادة في التكلفة لإنتاج الطعام في العالم إذا بقت الأسعار كما هي يقدر إذا ب 150 مليار دولار مقارنة ب 5 ترليون دولار كقيمة تقريبية لإنتاج الغذاء في العالم.
بالنسبة للحبوب، تكلفة إنتاج قنطار من القمح ترتفع ب 15 دينار أو 15% إذا أخذنا المردودية العالمية المتوسطة للهكتار. نفس الإرتفاع في التكلفة يواجه مزارعي Maïs و باقي منتجي الأعلاف مما يزيد في كلفة اللحوم و مشتقاتها.
يزرع في تونس تقريبا مليون هكتار حبوب في السنة، ويتطلب ذلك 200,000 طن من الأمونيتر للحصول على إنتاج مقبول. زيادة الأسعار العالمية للتوريد تتكلف 100 مليون دولار إضافية إذا وقع توفير هذه الكميات، يوجد نقص في تزويد السوق هذه السنة كسابقاتها، حيث وقع توريد 35,000 طن في الأسابيع الفارطة (20% من حاجيات قطاع الحبوب خاصة بعد الأمطار الطيبة الأخيرة) وصلت من روسيا إلى ميناء منزل بورقيبة.
طبعا إذا نقص تزويد الفلاحين التونسيين بالسماد سينقص الإنتاج و يرتفع توريد الحبوب و الأعلاف. أصبح السماد و خاصة الأمونيتر مدعم من الدولة حاليا حيث كلفة التوريد تصل إلى 250 دينار للقنطار حسب تقديري و يباع ب 74 دينار للفلاحين بعد الزيادة الأخيرة في كلفة التوريد.
تونس كان يمكن أن تستفيد من إرتفاع أسعار السماد DAP لكن "إفلاس" و تراجع القدرة الإنتاجية لشركات فسفاط قفصة و المجمع الكيمياوي تعوق هذا.
إذا تواصل إرتفاع كلفة السماد في العالم سيدفع ذلك الفلاحين إلى تقليص إستعماله مما سيقلص المردودية و الإنتاج العالمي للغذاء و التضخم في العالم.
الأمن الغذائي للعالم أساسي و إرتفاع كلفة السماد واحدة من المخاطر القادمة.