الخبط الأعشى

التقدميون التونسيون قادهم كرههم للنهضة الى استلهام سبل الخلاص من أمراء الامارات المتصهينين ... فأمّنوا على اختطاف حلم التونسيين .

لا ريب ان الانحراف بلغ مداه والتعطيل بلغ ذروته جرّاء سفهاء كثر عملوا مطمئنين على إفساد المسار وتشويهه بكل الوسائل وعجز من بيدهم الأمر على التصدي لهم .

وكان يمكن الاهتداء الى حلول لو مدّ النواب والتنفيذيون أيديهم الى بعضهم البعض .. لكن التشبع بالوطنية كان معدوما.

هذا الوضع البائس قاد الى مغامرة أشدّ بؤسا قوامها جمع السلطات في يد واحدة ومباشرة انقلاب مقوماته مفقودة بعد ان كادت الانقلابات تنتهي الى الأبد من اوروبا الوسطى والشرقية وامريكا اللاتينية واغلب الدول الافريقية.

انقلاب في غير سياقه وفي غير زمانه صفق له بعض التونسيين مدفوعين بقناعات ايديولوجية أغلبها تجاوزتها الأحداث وباتت منتهية الصلاحية.

الذاكرة التونسية قصيرة فانقلاب بن علي الطبي كان خدعة كبيرة طفت بشائره بجملة سحرية " انزاحت عنا الغمّة " وأخرى " لا ظلم بعد اليوم " والنتائج معلومة.

الاصلاح يكون من داخل المؤسسات لا بالاستغناء عنها . من أخبركم بأن الإصلاح يكون ب " فسّخ وعاود " ؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات