يستطيع هابرماس أن يتضامن مع دولة إسرائيل وحقّها في الوجود ما طاب له ذلك. لكن من غير المسموح به إنسانيّاً، وفلسفيّاً طبعاً، أن يعزل الأحداث عن سياقاتها، أو أن يتعاطى معها كأنّ لا سياق لها.

وبينما تتدفّق المساعدات في الجانب التّركي، فإنّها تنعدم في الجانب السّوري إلى حدّ مؤلم ومحزن.. لاشيء يبرّر تأخّر إدخال المساعدات و لاشيء يبرّر تأخّر دخول فرق الإنقاذ المجهّزة والمدرّبة مهما كانت المبرّرات، فالمأساة واحدة في البلدين و احتياجات الإغاثة والإسناد واحدة في البلدين والمبادئ الإنسانيّة، يف

الانقلاب متواصل، والتآمر على الشعب خلسة مستمر... وفضح المؤامرات شكل من أشكال الصمود...

قيس سعيد تساءل كيف يلتقي اليوم في رفض انقلابه معارضو الترويكا في اعتصام الرحيل … مع من عارضوهم سابقا في 2013 ..طرح بن علي نفس الفكرة في خطابه في مارس 2006 حين اشار الى التقاء غير طبيعي بين اقصى اليسار مع اقصى اليمين ( يقصد وقتها 18 اكتوبر ) …و الاشارة الى انه تخطيط و مؤامرة دولية …يا ربي نفس التهمة

لقد ظلّ الجرح مفتوحا ولم نمرّ بتجربة عدالة تعيد للإنسان المُهان هنا بعض إنسانيّته، وتُعلّم الأجيال كيف نتجنّب تحقير الآخر وتهميشه وإقصاءه. لم يحدث البُرء بعد أن تولّى أعداء العدالة وأصحاب مصالحهم نكأ الجرح كلّ مرّة ليصير أعمق…

هو التوحّش في عصر التوحُش الّذي يحوُل الانسان الى ريبوت يطبق ما يشحن به من تعليمات دون البحث عن مخرج أو تقديم تضحية أو نكران للذات، هي حالات وارقام واوراق وستطوى كما طويت بقية الملفات.

لم أصدق ما نسب الى الزرقوني حتى سمعته ..عادة نحلل تغير الوقائع السياسية بفعل أحداث جسيمة بعد أن تقع المأساة و لكن أن نفترضها لنؤكد صحة توقعات فهذا مما يعد فسادا في المنطق بما يرقى الى درجة التحريض …