كنت أول من نحت مفهوم " البدون سيرة " تحذيرا من ظواهر الطفح الجلدي التي غزت الساحة السياسية وتولت مناصب متقدمة حتى في احزاب تاريخية عريقة واصبحت تقرر مصير المشهد السياسي وهي لم تكتب او تقرا يوما جملة سياسية حتى في حلقة تلمذية .

كل التجارب المعاصرة أكدت ان ديمقراطية بعيوب يتم اصلاحها خير من تفرد بالحكم يسحل الناس بنزوات الفرد والزعيم وحشوده المنفلتة وان تنكر بالمبادئ السامية الكاذبة مثل الوطنية، والقومية، والشعبية، والاشتراكية .

لقد كانت كذبة قبر النّظام القديم من أكبر الأكاذيب التي تمّ ترويجها بين الناس منذ 2011 ذلك أنّ النّظام القديم ليس جهازا حزبيا فاسدا فحسب تمّ حلّه فانتهى، بل هو عقل تسلّطيّ قمعيّ يشتغل دون توقّف ضدّ العقل الدّيمقراطيّ الجديد والنّاشئ…

الأرنب أسرع في الطريق، لكن السلحفاة هي التي تحفظ الطريق، وهذا ينطبق على الصحافة بشكل خاص، حيث أصبحنا اليوم محكومين بمزاج الذري والأميين، ومن يعجز عن ملأ صفحة واحدة بأية لغة شاء لأنه لم يعرف غرام قراءة أي شيء في حياته فما بالك أن يكتب كتبا أو يحفظ تاريخ ما حدث لأهله…

الظرف الاستثنائي يقتضي سلوكا بشريا استثنائيا يوافقه يتجنّب الناس فيه التهلكة.. بسلاح الوعي والصبر عليه.

النهاية الكاراكوزية القريبة للاعتصا(ر) العبيري في البرلمان وعجزه عن صناعة الاستقطاب المتوهم والمأمول يؤكد الانتهاء تماما من الابتزاز " الاجنبي " (العربانوصهيوني الغبي) و " المحلي " للربيع التونسي عبر التفاوض " العنيف " مع " النهضة المعزولة " …

بصراحة ومن الآخر، محاربة الفساد لن تفضي الى أي نتائج ملموسة قادرة على القضاء عليه، او الحد من أضراره وشله بصفة ملموسة، ما لم يتم تجريده من أهم سلاح لديه ألا وهو الاعلام الفاسد، والذي يجمع التوانسة على نعته ب..... إعلام العار.