في خطاب قيس سعيد، يوجد كلمة مفتاحية: رفع الوصاية…

Photo

ممكن لن يختفي الفقر، ولن تتحقق العدالة كاملة، ولن تطمس كل أشكال الاستغلال والحيف، والأكيد أننا لن نحرر فلسطين! لكن، أن نكسر أغلال ثقافية مكلكلة على عقولنا لقرابة قرنين، هذا الانجاز الأعظم! في خطاب قيس سعيد، يوجد كلمة مفتاحية: رفع الوصاية.

كان الإستعمار فرض على مجتمعنا وصاية، بدعوى أننا كغيرنا من شعوب الجنوب مازلنا نعيش في طور متخلف من الحضارة، وستكون لدى المستعمرين مهمة تحضيرنا. من بعد، قامت النخبة التحديثية بتوطين خطاب الوصاية، رغم أنه الحركة الوطنية كانت قائمة على رفض وصاية فرنسا واعتبار التونسيين قادرين على حكم نفسهم بنفسهم، ومن هنا كان مطلب "الدستور".

اعتبرت النخبة التحديثية أنه المجتمع مازال متخلف، وأنه على عاتقها مهمة تحديثه. وهو ما تختزله عبارة "بورقيبة نحالنا القمل". في مناهضة النخبة التحديثية الحاكمة، ظهرت حركات المعارضة. ولعله من مكر التاريخ، أنها استبطنت بدورها مقولة الوصاية: الحزب الطليعي، والتنظيم الثوري، والعصبة المؤمنة.

كلها استعارات لمدلول واحد: القلة الواعية التي من مهمتها توجيه المجتمع نحو غاية تاريخية يعجز بنفسه عن إدراكها. لعل اجتماع التحديثيين وجزء من اليسار على عدم الاعتراف بعجزهم عن مجاراة اللحظة التاريخية، يعود إلى استبطانهم الدائم لمقولة الوصاية. مازالوا يعتبرون أنفسهم نخبة أو طليعة واعية تدرك حقائق تحلق فوق رأس المجتمع، ولا يراها غيرهم.

في مجتمع أكثر من نصفه شباب، وأكثر من نصف شبابه جامعي، تصبح مقولة المساواة أساسية. لأنه مادام الجميع قادر على القراءة والكتابة، وبالتالي التفكير، ستضعف النخبة أو الطليعة التي تستفرد بالوعي وتبثه للأغلبية عبر مصفاة الحزب أو الدولة أو التلفاز. في مجتمع مثل مجتمعنا اليوم، كل من سيدعي أنه وصي، سيكون أقلي. وحدهم من يجعلون الإشتباك قاعدة نضالهم ستكون لهم كلمة عظمى.

مايا القصوري

مايا القصوري اعتبرت الاحتفالات "شعبوية متاع Hooliganisme". صحيح، الأستاذة معذورة بجهلها. جهلها لثقافة 90% من المصوتين الشباب بين 18 و29 سنة. جهلها أنه مجموعات الأولتراس، وثقافة الأولتراس عموما، هي الإطار الأساسي للتنشئة السياسية للمراهقين والشباب في مجتمعنا اليوم.

في الأطر هذه، وعبر ثقافتها وأهازيجها ورموزها، تتنحت علاقتهم بالدولة، ويجربوا لأول مرة الاشتباك بعلاقات السلطة في مجتمعهم بشكل مباشر. بالنسبة للشباب اليوم، الأولتراس تشبه التنظيمات التلمذية بالنشبة لشباب الثمانينات.

ينجموا يكونوا ما قراوش لينين وتروتسكي وعصمت سيف الدولة، أما الأولتراس حالة تنظم ذاتي ومسؤولية وانخراط في قضية جماعية. ربما مجتمعنا ما يعجبناش في برشة ظواهر قد ينتجها، لكن أنه نحاولوا نفهموا ما يعتمل فيه بدون أحكام قيمية وعنف رمزي ضد فئاته ضرورة حيوية لأي شخص يعتقد في نفسه من النخبة.

في المقابل، الإنسان كان يحب يحكم ويتهم، ينجم يقول الي خطاب مايا القصوري هو شكل مخصوص من شعبوية البورجوازية الصغرى، قائم على تلفيق كلمتين من زوز جرائد مع فكرة من كتاب يدعي بعدها الشخص أنه فهم أسرار الكون. يا صحفيين، يا إعلاميين، بربوا حلوا المنابر خلي نرجعوا عليهم. يا أخي أعطيونا حتى micro trottoir، موش لازم قعدة وكراسي كيفهم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات