هل يمكن أن نبقى صامتين امام هذا الصراع المنهك لتونس

Photo

هل يمكن لأي وطني غيور على تونس محب لها يرفرف قلبه خافقا إليها يحس باناتها أن يهدأ له بال وهو يرى مدى الهوان الذي وصلت إليه وأن يقف صامتا متفرجا على سلبها مقومات سيادتها ومقومات وجودها. تونس اول حضارة قديمة عريقة في المنطقة حضارة قرطاج وحنبعل مربط العبادلة السبعة مرورا بدول كبيرة من دولة حسينية الى دولة حفصية الى دولة فاطمية الى دولة أغلبية الى بيزنطية الى قرطاجنية الى عثمانية إلى جمهورية والقافلة تسير..

كانت تونس ولابد أن تكون لولا بعض الخلل الذي حصل في هرم السلطة وانهيار البنيان السياسي لأنه كان بنيانا خاطئا مبنيا على الظلم والإستبداد..فجأة استبشرت بثورة كنا نخالها من صنع ايدينا بينما كانت استثمارا أجنبيا للاحتقان داخلي وتوظيف دولي لخارطة المنطقة والغايات في نفس يعقوب…

هرب الرئيس الذي خان البلاد ومن قبلها خان العباد بعدما اتخذ تونس اقطاعا لعائلته وعائلة زوجته ..رغم أن مؤشرات البلاد لم تكن سيئة لهذه الدرجة .

وفجأة انفجر غطاء الكوكوت الذي كان في حالة غليان وانشق عنه طامعون جدد من كل صوب وحدب... نرى تونس وانياب مفترسة تنهال عليها من كل جانب من الداخل والخارج وللاسف الشديد من الداخل اكثر .

- عاد المتاجرون بالدين رافعوا لواء الاسلام السياسي ليبسطوا ردائهم المتخلف على الوطن ليؤسسوا دولتهم وليبسطوا نفوذهم همهم الوحيد البقاء في الحكم والتمدد خفية ونشر نفوذهم في دواليب الدولة لا يهمهم ايا كانت السياسات متوجهة الشرق ام للغرب أن تباع الاوطان أو أن تشترى المهم البقاء في السلطة وبسط النفوذ وإقامة الدولة الإسلامية التي في رؤوسهم تقبع خيالاتها وخيالات الخلافة لمن على مراحل بينما يرى آخرون لهم نفس الخلفية أن الخلافة تحب الان ..

تلونوا وقلبوا المواقف بحسب الظروف أرسلوا من يجاهد في سوريا لتحريرها من وطنيتها وقوميتها لتصبح دار جهاد وتناسوا أن دار الجهاد هي فلسطين الجريحة..غطوا عين الشمس بالغربال لهم قراءة مختلفة للأشياء الواضحة .لهم ولاءات لا للأوطان ولكن خارج الاوطان وكنا نظنهم صادقين وأعطاهم الشعب صوته فخانوا الأمانة ورهنوا الوطن لتركيا وقطر…

- أما النظام القديم سارق الوطن ومرتهنه لفرنسا فلم يقبل أن تفتك منه السلطة فحارب تحت عنوان الدولة العميقة لضرب النهضة تارة متحالفا معها وتارة مكيلا لها الضربات مستخدما اعلام العار غير مفكر في مصلحة الوطن لان كل شيء مقبول باتجاه الرجوع الى كرسي السلطة.

فاستعمل الباجي خلقه ومكره السياسي للعب بين الحبال وكانت خلاله تشبه حبال السحرة مصارعي عصا موسى. نعم لعب النظام واجهة التنوع تحت مسميات عديدة أهمها نداء تونس وآفاق ومشروع تونس وكلها لا علاقة لها بمصلحة تونس بل بمصلحة هاته الأحزاب لفارغة التي لا هم لها إلا الرجوع السلطة والانقضاض عليها لا يهم إن وقع عصر التونسي بين المطرقة والسندان حيث فقد المواطن كل مقومات المواطنة ابتداء من القدرة الشرائية ووصولا الى تمييع اختياراته وخيانتها من طرف النواب الذين أصبحوا وحوشا مفترسة لا هم لها إلا ضمان مصالحها والسياحة الحزبية والنيابية لمن يدفع أكثر.

أصبحت معارك البرلمان تديرها الكواليس لصنع تكتلات أو كتل نيابية لتمرير قوانين ومشاريع قوانين ترهن تونس وتفقدها سيادتها وبطبيعة الحال يأكل هؤلاء النواب تحت الطاولة أموالا ورشاوي ...لا يهم ان اصبحت القنوات التلفزيونية تعادي ضمير الأمة وتفسد النشئ وتهيج الغرائز وتنبع الشباب وتلون الحق وتدافع عن الباطل وتشهر علامات باهتة على أنها أمثلة تحتذى لتصنع من عدم مشاهير الشاشة من منحرفين ومزيفين واعلاميين فاسدين وأشباه مثقفين وباعة وسماسرة ومساقيط المجتمع وأرذل القوم والرقع الكل …

انقلبت الموازين لصالح الرداءة في السياسة والإعلام وأصبح الجميع يحسن لغة الكلام والكلام مباح ولا معايير تتبع بل غسيل على مراى ومسمع.. وحاول النظام القديم لعب كارطته بدون هوادة مستخدما كل الاوراق لا يهمه أن يخترق الوطن وأن يضيع الجيل المهم العودة إلى السلطة وبقوة حتى وإن استخدم النهضة نفسها لإعادة تسويق نفسه مكيلا لها ضربات تحت الصنتورة ..مستخدما ايضا القوى الهامشية لليسار التائه ..

- هذا اليسار الذي لم يتوجه يوما بالنقد لنفسه والذي اكبر عيوبه غياب بديل يقدمه لشعب طال انتظاره الحل واليسار يعيش في نرجسيته وكبره وخيلائه وأثناء كل معارض له بالتخلف والرجعية وضاربا اي فهم ديني عرض الحائط لأنه متكلس وراء فكر إقصائي معوم لكل مخالف واصما إياه بالجهل والظلامية..

بينما هو من يعيش في الظلام ولايرى النور. وكيف يرى النور وهو لصيق نظريات لم يراجعها يوما وهو لا يرى الواقع المتغير أمامه هدفه الوحيد اسقاط النهضة حتى وإن انعدمت البلاد على ما فيها. فتارة يخرج لنا موضوع الاغتيالات ليبيع ويشري فيها وتارة موضوع الجهاز السري المهم أن ينهك النهضة ويقصيها من المشهد السياسي لن أقصى النهضة بمثل هكذا ممارسات صبيانية وتلفيق وزور وبهتان.

لن أقصى النهضة وغيرها إلا عندما يقع تثقيف الشعب والنهوض بفكره وحسه ووعيه واشراكه في عملية عصف ذهني يرى فيه مصلحته الحقيقية وعندما تحترم تقاليده وتاريخه ودوره وعندما يتغير اليسار الى قوة تغيير حقيقية نابعة من طبيعة المجتمع لتأسيس مجتمع عادل لا مجتمع كافر او منتدي بالنقابة أو ضارب لمواثيق الميراث أو تلك المواضيع التي يراد منها لعب سياسي.

وكذلك يتغير اليسار عندما لا يتخندق داخل النقابات ليفجر بها الأوضاع التي هي اصلا كارثية. يتغير اليسار عندما ينادي بالعمل وبالتنمية الحقيقية والعدالة الاجتماعية ولا تكون قياداته وثولية وانتهازية وميتة بالشر وبالامكان والتسلق وفقدانها اي قيم.

- قد يتحرر الاتحاد اتحاد الشغل من وصمة السقوط تحت براثن اليسار لا لشيء إلا لضرب خصم سياسي. يتغير الاتحاد عندما يحين رؤية المؤشرات الاقتصادية النازلة والتي تلونت بالاحمر المشع منبئة بالانهيار القريب بعدما انهار الدينار والقدرة الشرائية نتيجة فقدان السيادة الوطنية ورضوخ الحكومات المتتالية برغبتها أو غصبا عنها لضغوطات البنك الدولي…

كيف لحكومة أن تقف أمام البنك الدولي وهي ذات مديونية مرتفعة هل يريد الاتحاد أن تقف الحكومة ضد املاءات البنك الدولي لنقل نعم كما سمعناهم يرفعون عقيرتهم بهذا الصياح.. اذا وجب العمل والشغل والانتاج لا الإضرابات والمطالبة المشطة إن أردت أن تتحرر بلادك من المديونية وجب أن تتقشف عن الاستهلاك وان تنتج لا أن توقف الإنتاج في مناجم الفسفاط والفولاذ والحديد و..و….و لا أن تنادي بالزيارات كل سنة أن تقف وتعطي هدنة للبلاد بعض السنوات وان نسير يدا بيد نحو تحسين قدراتنا الإنتاجية وإنعاش الفلاحة والسياحة واسترجاع مؤشرات احسن لكي يقع اقتسام الناتج عليك أن تنادي بضرب الفساد لا أن تكون قياداتك أفسد خلق الله…وان تبيع وتشتري تحت الطاولة والتاجر بالعمال والموظفين الزواولة وتشتري قياداتك وتتمتع بالسيارات الفارهة وتجتمع في الحمامات في نزل ضخمة لتدافع عن الزوالي تفوووه عليكم الكل نهضة ونداء ويسار واتحاد وجمعيات مشبوهة .

قد يضيع الوطن بعدما اوقف الاتحاد التعليم وضاع أبناءنا بين الشوارع والقنوات التلفزيونية والفايسبوك المشبوه واليوتيوب والمخدرات.

الله يعلم كل من تاجر بالوطن نهضويا كان أم يساريا ام تجمعا فلا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جنودها نموت وتحيا على عهدها حياة الكرام وموت العظام..نموت نموت ويحيا الوطن نموت نموت وتعيش الأجيال القادمة رافعة رأسها رغم حمق الحمقى وسرقة اللصوص ورجال الأعمال المتهربين من الضرائب سارقي قوت الزوالي فلا عاش في تونس من خانها أستاذا كان أم موظفا فلا عاش في تونس من لم يعمل على رفعتها نموت نحن وترتفع رايتها خفاقة كنا عهدناها….

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات