" فلمّا جاء سليمانَ قال أتمدّونني بمالٍ فما آتانيَ الله خيرٌ ممّا آتاكم بل أنتم بهديّتكم تفرحون".

يروج خبر مفاده أنّ المخابرات المصريّة قد مرّرت ليحي السّنوار القائد القسّاميّ المثير للجدل بذكائه وبتجربته الاستثنائيّة الملابسات في المعتقلات الصّهيونيّة وبعلاقته المباشرة بملحمة 7 أكتوبر التي أحدثت في معادلة المنطقة تغييرات إيجابيّة خلخلت ما سلّمت به العقول العربيّة الرّاكدة والضّمائر التي ضُخّم أو تضخّم في داخلها الكيان الغاصب فسكن أصحابَها الخوفُ والرّعبُ والاستسلامُ والتّسليمُ وإن أظهر بعضهم "موقفا" مناوئا لهذه الدّولة اللّقيطة. وقفنا على بعضها وتنتظرأن نعيش بعضها الآخرعاجلا غير آجل...

مرّرتْ له رسالة من واشنطن اقتُرح عليه وعلى إخوة صموده الأسطوريّ فيها مدّهم بخمسة عشر مليارا من الدّولارات وإنشاء ميناء ومطارمع إعادة إعمارما خرّبته الحيوانيّة الصّهيونيّة الضّاربة عرضَ الحائط بالمواثيق القانونيّة والأخلاقيّة لمسمّى المنظّمة الأمميّة. ذُيّلت هذه الرّسالة، كما تقول المصادر، برجاء مصريّ أن لا يفوّت الرّجل ورفاقه الفرصة "الثّمينة" !

ما تقدّم معتاد أو شبه معتاد. وإن لم يكن كذلك فقد فرضته حقائق هذه المعركة غير المسبوقة، لكنّ اللّافت في الحكاية كلّها هو ردّ هذا القائد الذي تربّى كمُجمل أهلنا في غزّة بين دفّتيْ كتاب اللّه الفاتح في الصّدور والأذهان والأبدان مجاريَ عذبة من إيمان عميق ويقين بالخالق لا حدّ له…

لقد اكتفى بالآية السّابعة والثّلاثين من سورة النّمل الحاملة لردّ النّبيّ سليمان على مقترح بلقيس ملكة سبأ: " فلمّا جاء سليمانَ قال أتمدّونني بمالٍ فما آتانيَ الله خيرٌ ممّا آتاكم بل أنتم بهديّتكم تفرحون".

من أيّ طينة أنتم إخوةَ غزّة المرابطة؟ ما أشدّ خجلَنا نحن معشرَ الأحياء الأموات المسمّوْن أهلَكم وأبناءَ أمّتكم إزاء ما تسجّلونه من بطولات ومواقف دفعتم بها عنّا عارَنا المتراكم وهزائمَنا المتسلسلة أمام هذا النّمر الورقيّ !

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات